تحل اليوم الثلاثاء ذكرى وفاة الفنان القدير حسن البارودي، وهو من أهم الفنانين في السينما المصرية، حيث قدم عدد من الأعمال السينمائية والمسرحية المتميزة ونال من خلالها شهرة كبيرة.
حسن البارودي هو حسن محمود حسانين البارودي، ولد في القاهرة في 21 يناير 1890، تعلم في مدرسة الأمريكان وكان يعمل مترجم في شركة توماس كوك، وبدأ حياته الفنية عندما التحق بفرقة حافظ نجيب المتجولة، ومن بعدها انضم لفرقة رانيا رشدي وظل يتنقل في الفرق حتى شكل فرقة مسرحية مع الفنانة "نجمة إبراهيم" وسافر بها إلى جميع المحافظات ووصل إلى السودان، واستقر هناك عدة سنوات ثم عاد لمصر وأكمل مشواره الفني.
ويحكي نجله "أشرف البارون" عن علاقة والده بكوكب الشرق ويقول: "كان أبي من المقربين لكوكب الشرق، وكانت تدعوه دائمًا لحضور الصالونات الأدبية التي تقيمها بمنزلها، حتى أنها كانت ترفض أن يبدأ النقاش إلا بعد حضوره، وفي إحدى المرات تأخر أبي وطلب الكاتب مصطفى أمين من أم كلثوم أن تبدأ الجلسات، ولكنها رفضت حتى يحضر، وكان لها دورًا كبيرًا عندما أصيب أبي بضعف شديد بالنظر وكان مهددًا بالعمى، فحاول السفر إلى الخارج للعلاج ولكن اعتذر له المسؤولون لعدم وجود ميزانية فتدخلت كوكب الشرق وأجرت اتصالات على أعلى المستويات وخلال ساعات أنهت كل الإجراءات وسافر أبي إلى لندن لإجراء العملية".
أما عن قصة البيت المسكون فكان لدى "البارودي" بيت في عابدين، وكان فيه شقة فارغة يجمع فيها أبناء الجيران ويضع خشب كأنه مسرح ويمثل عليه العديد من الأدوار وعندما يأتي مستأجر إلى هذه الشقة، يقول حسن البارودي أنها مسكونة حتى يفر عنها الجميع وبخصوص هذا الشأن يحكي نجله قائلًا: "كان أبى يقف مع أبناء الجيران ليقابل المستأجرين مدعيًا أنه تم تأجير الشقة، أو يتحدث عن أنها مسكونة بالعفاريت حتى يهرب الزبائن وتظل الشقة خالية ليمارس هوايته فيها إضافة إلى كونه رئيسًا لفريق التمثيل بالمدرسة".
تعرض حسن لضعف في البصر في نهاية حياته، بالإضافة إلى أنه تعرض للعديد من الأزمات النفسية بعد أن أحيل إلى المعاش كموظف في المسرح القومي بعد وصوله إلى سن الـ60؛ مما جعله يدخل في مرحلة اكتئاب شديد.
وصلت أعمال البارودي إلى 100 فيلم من روائع السينما المصرية والعربية والعالمية، وتوفي بعد مشاركته في فيلم "العصفور" ليوسف شاهين عام 1974.