كتبت: مريم احمد
أعلنت اللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية بالكاميرون "الأسد" كتميمة لبطولة أمم أفريقيا التى قررالاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف"، إقامتها فى موعدها المحدد خلال الفترة من 9 يناير حتى 6 فبراير المقبلين من العام الجديد، وحملت التميمة اسم "مولا"، والتى جاءت على هيئة أسد يرتدى زى المنتخب الكاميروني.
وبطولة أمم أفريقيا معروف فى القارة السمراء منذ القدم، حيث عرف كرمز للقوة منذ العهد الفرعونى، خاصة فى ظل وجود تمثال أبو الهول فى هضبة الأهرام أمام أهرامات الجيزة الشهيرة، وهو تمثال لمخلوق أسطورى بجسم أسد ورأس إنسان وقد نحت من الحجر الكلسى، جامعا بين قوة الأسد وحكمة الإنسان، ويعد الأسد أكثر الرموز المستخدمة على نطاق واسع حول العالم فى مختلف الثقافات والحضارات إما عن طريق استخدامه كمنحوتات أو لوحات أو حتى تماثيل ورايات وأعلام.
ورغم أن الأسد الأفريقى عمره يعود إلى آلاف السنين الآن، إلا أنه يعتبر أحد الأنواع المهددة بخطر الإنقراض الأدني، حيث أرتفع حدة تراجع أعدادهم من 30% إلى 50% خلال العقدين الماضيين، ما دفع العديد بلدان العالم إلى إنشاء "حدائق الحيوان"، فى محاولة للحفاظ عليها، ولدراسة كل الوسائل الممكنة لإكثارها.
تقدم السجلات التاريخية المبكرة فى مصر دينياً راسخاً حيث كانت اللبؤة من أقوى الشخصيات الثقافية، التى تحمى الناس وخاصة الحكام، فضلاً عن تكليفها بأدوار قوية فى الطبيعة، مع انتقال المجموعات البشرية من العشائر والقبائل المنعزلة إلى المدن والممالك والبلدان، احتفظت الرموز القديمة بأهميتها حيث افترض لها أدواراً جديدة وظلت الأسود بمثابة رموز شائعة حتى العصور الحديثة.
وقد صورت الحضارات التى قطنتها الأسود بآلهتهم الحربيّة شراسة، بالإضافة لمحاربيهم، على صورة أسد، حيث كانوا يلقبون حكامهم الذكور، ومن الأمثلة المستمدة من أقدم التسجيلات المكتوبة الآلهة المصرية سخمت، باخت، تفنوت، ومسخنت، وقد عبد النوبيين القدماء اباداماك الرجل برأس أو وجه الاسد. ويُحتمل بأنه كان هناك آلهة مماثلة لها جميعها فى ليبيا. وتُعد بعض الآلهة المصرية الأخرى معقدة للغاية، حيث تتخذ مظاهر متنوعة، كامرأة برأس لبؤة أو لبوة تتخذ أوضاع معينة