أكدت فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ أن الجمهورية الجديدة على وعي تام بكل مقومات القوة المصرية الشاملة ، صلبة و ناعمة ، و ها هي تربط الماضي بالحاضر تطلعا إلى المستقبل ، و تربط التاريخ والجغرافيا تأكيداً على شمولية المشروع الوطني الذي يتبناه و ينفذه الرئيس عبد الفتاح السيسي للانطلاق بمصر إلى آفاق بعيدة لم تكن لتطرقها لولا الإرادة السياسية و العزيمة الفولاذية لقيادتنا الوطنية الجسورة . و يأتي افتتاح طريق الكباش بالأقصر عنواناً لإستعادة مصر ذاكرة حضارتها الضاربة في العمق لأكثر من سبعة آلاف سنة ، ليشهد العالم الذي يتطلع إلى ما يربطه بالحياة و يبعده عن شبح الجائحة إلى نموذج للإنسان المصري القادر على مواجهة اصعب الظروف ، و الذي امكن لانجازاته أن تصارع عوامل الزمان و المكان لتظل باقية تحكي للأجيال أسطورة شعب سيبقى مادامت على الأرض حياة .
هي مصر التي كانت هنا دائما ذات هوية واضحة و امتداد اصيل يتخطى فيما يطمح إليه الأهداف الاقتصادية و السياسية و الثقافية ، ليؤكد للبشرية أنها بلد عصي على الهزيمة أبيٌ في مواجهة التحديات ، و قد قرر أن يسترد ماضيه التليد لينسج منه حاضراً مجيدا . كثيرة هي المعاني التي يستدعيها افتتاح طريق الكباش ، و ما يصاحبه من كوكب احتفالي مهيب يستحضر عيد "اوبت" أحد أشهر الأعياد الاحتفالية المصرية القديمة ما يشي بأن مصر عادت من جديد ، لتشرق شمسها على الأمم جمعاء .
المناسبة و إن كانت ذات دلالات مهمة في كيفية إدارة الموارد التاريخية و الحضارية المصرية و تحويلها إلى منتج سياحي يروج لمكانة مصر باقتدار و ذكاء غير مسبوق ، إلا أن أبعادها الحضارية و الإنسانية هي التي تلفت انتباهي إذ أراها أكثر تعبيراً عن الطموح المصري الذي يبدو أنه انطلق إلى أبعد مما يتصوره أشد المتفائلين و هو الانطلاق الذي لن يسعه الا تحقيق ذروة المجد لمصر شعبا و مكانة .