توفي قبل قليل، الحاج أحمد إدريس، صاحب شفرة حرب أكتوبر التي حيرت الإسرائيليين، في محافظة الإسكندرية، عن عمر يناهز 84 عامًا.
رحلة كفاح وكواليس قصة البطل المصرى أحمد محمد أحمد إدريس من قرية توماس وعافية ببلاد النوبة، ابن أسوان الذى تطوع فى قوات حرس الحدود عام 1954 وحتى عام 1994 ، وشارك فى جميع الحروب ، وأبرزها حرب أكتوبر المجيدة التى كان للحاج أحمد صاحب أهم وأبرز دورساهم فى إنجاح الحرب وتحقيق أعظم إنتصار وهو انتصار أكتوبر العظيم ، فهو صاحب شفرة النصر .
وخلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة السادسة والعشرين بمناسبة ذكرى إنتصارات أكتوبر والتى تم تنظيمها فى 10 أكتوبر عام 2017 تم عرض فيلمًا تسجيليًا بعنوان "الشفرة" وتضمن شرح من البطل أحمد إدريس لطرق التغلب على أعمال التنصت اللاسلكي أثناء حرب أكتوبر.
وصدق الرئيس عبد الفتاح السيسى على منح المساعد أحمد إدريس وسام النجمة العسكرية لما قدمه من خدمات للوطن وقت حرب أكتوبر 1973، وأجهش البطل أحمد إدريس فى البكاء فور إعلان حصوله على النجمة العسكرية، بينما ذهب الرئيس السيسى لتهنئته وقام باحتضانه تقديرا لدوره الوطنى.
وكان قد أشار أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية المستخدمة فى حرب أكتوبر المجيد فيما قبل عن أنه فرح عند لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرا إلى أنه شعر بطيبة رئيس الجمهورية وأنه يقدر البسطاء، ولما سلمت عليه قولتله: أنا كاتم سر الشفرة بقالى 40 سنة، فرد عليا وقالى أنا عارف وهكافائك على دورك".
وكان قد روى أحمد إدريس قصة الشفرة خلال الفيلم التسجيلي الذى تم عرضه في هذه الندوة بأنه قال لقائد اللواء ورئيس الأركان عندما كانوا يتحدثون عن موضوع الإشارات التي يتم التعرف عليها ، حيث قال لهم إدريس بأن السيطرة على موضوع الشفرة يمكن أن يتم من خلال أن يتم التحدث باللهجة النوبية لأن ليس لها حروف ويتم التحدث بها، فرئيس الأركان اتصل على الفور بالرئيس الراحل أنور السادات ونقل له ذلك ، فقال له الرئيس من قال لكم ذلك فأوضح بأن هناك شاويش هو الذي قال ذلك.
ويكمل فأعطى الرئيس السادات أوامره بأن يتم تواجدى فى اليوم التالى لمقابلتى، ويتم وضع الكلبشات بيدى لعدم الإفصاح عن هذا الموضوع ويتم فى سرية، فجاء قائد الأركان ونقيب وشاويش وتم وضع الكلبشات فى يدي ، وتم أخذي إلى مكتب الرئيس وجلست منتظر لنحو ساعة ونصف الساعة، وتهيأ لى بأن هذه المدة مسافة 3 سنوات .
وتابع أول ما جاء الرئيس السادات أعطيت له التحية ، فوضع الرئيس السادات يده على كتفى ، فشعرت وحسيت بأنه أبى، ووجدت راحة ، واستفسر عن اللغة النوبية منى ، فقلت له بأن الإرسال والإستقبال يكون باللهجة النوبية فى الشفرة ، فقال لى ماشى كلامك ، فقلت له بأن يتم الاستعانة بالناس الذين تربوا فى بلاد النوبة القديمة ، فقال لى بأن أقرب الناس إليك لا تقول لهم بذلك ، والسر ده يعرفه 5 أفراد ولو خرج سأضربكم بالنار.
ورجعت بعد أجازة وجدت جواب لى بأن يحضر الرقيب أحمد محمد أحمد إدريس إلى قيادة الجيش بكامل مهماته، فذهبت لقيادة الجيش وجدت 344 فردا نوبىا، وتم إدخالنا إلى صحراء سيناء ، ودخلنا فى معسكرات، وكان عملنا أن نحدد عدد المركبات الموجودة فى المنطقة، والرئيس السادات حدد لنا محطات وقال بأن يتم تسميتها بأسماء نوبية، ومع كل واحد من رئيس العمليات وقائد اللواء والكتائب والفصائل وغيرهم يوجد واحد نوبى، وكنا متواجدين حتى الهجوم وكان كل الكلام باللغة النوبية، وكان الضرب يوم السبت يوم عيد الغفران للعدو ، وقال إن مؤسسته هى القوات المسلحة وعاش فيها أكثر مما عاش فى خارجها .
وتقديرًا لبطولة أحمد إدريس قام مجموعة من الشباب بمحافظة أسوان برسم جدارية جرافيتى تحمل صورة أحمد إدريس أحد أبطال حرب أكتوبر وصاحب فكرة شفرة الحرب من خلال استخدام اللهجة النوبية ليكون ذلك بمثابة لمسة وفاء لابن النوبة وابن محافظة أسوان، ووسام شرف وعزة لكل نوبى وأسوانى فخور بأبناء أسوان المخلصين .