قال الدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، إن صلته بجامعة الدول العربية كانت وطيدة، بعدما عاد من بعثته بالخارج، وكان يدرس لطلابه أهمية جامعة الدول العربية باعتبارها منظمة إقليمية بأهداف وأدوار وتخصصات معينة، حتى وجهت إليه دعوة بإحدى اللجان التابعة لجامعة الدول، وطلب منه إعداد مشروع لـ«محكمة العدل العربية» على غرار محكمة العدل الدولية.
وأضاف «شهاب»، خلال استضافته ببرنامج «حديث العرب»، والذي تقدمه الإعلامية درية شرف الدين، والمذاع على الفضائية المصرية الأولي، اليوم الخميس، أنه قام بإعداد المشروع الخاص بمحكمة العدل العربية كما طُلب منه، ولكن ظل يُتداول بالقمم العربية ومجلس الوزراء والمندوبين حتى الآن، ولم يخرج لحيز التنفيذ.
وأوضح أنه عمل مستشارا قانونيا لأمين عام الجامعة العربية، ومؤسسة الصندوق العربي الاقتصادي الإنمائي بالكويت، «ارتباطي بالجامعة العربية دراسة وبحث طويل، وشاركت في لجان ومؤتمرات وحجات كتير جدا».
ولفت مفيد شهاب إلى أن جامعة الدولة العربية، ومنذ نشأتها قبل الأمم المتحدة عام 1945، كانت منظمة إقليمية حكومية، وكانت تقوى وتضعف بحسب ما يريده الدول الأعضاء، «دايما فيه صراع بين إن الدولة يبقى ليها رغبة بأن يكون فيه تنظيم عربي أو سوق عربية مشتركة، وفي الوقت نفسه فيه دول بتكون متحفظة على سيادتها، وبعض الدول تنظر لأن ذلك ينتقص من سيادتها بشكل كبير، ويقولوا لو عايز تلغي سيادتي على دولتي أو تنتقص منها من أجل مصلحة الكل فده لأ».
إنشاء الاتحاد الأوروبي
وأكد أن جامعة الدول العربية جرى إنشاؤها في عام 1945 قبل إنشاء الاتحاد الأوروبي، بينما نجح الأخير في تبني فكرة النظرة الإقليمية والمكاسب المشتركة جراء التوسعيه، فيما رفضت الدول العربية ذلك، «إحنا نظرنا للوحدة العربية من ناحية عاطفية أكثر من كونها مصالح، وتبقي الجامعة رمزا كبيرا ومكسبا، والمهم أن يتحول الرمز لنشاط ونتاج يخلينا أقرب لبعض».
وتابع: «أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية اتفق العدوين اللدودين فرنسا وألمانيا باستغلال الفحم والسولار بينهما في عام 1948، ثم دعوا باقي الدول للانضمام، ووسعوا وعمولوا سوق أوروبية مشتركة، وبدأوا ينشروا ثقافة التبادل والتكامل بشكل تدريجي، لحد ما وصلوا للاتحاد الأوروبي».