تقسو عليه الظروف تارة وتساعده أخرى، ويمضى قدما نحو الحصول على لقمة العيش الحلال، إلّا أن شاء القدر بأن يضعه في محنة قوية، "حسن عبد الهادي محمد" البالغ من العمر 50 عامًا، أحد أبناء مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، كان يعمل سمكري سيارات حتى تعرّض لحادثة أثناء عمله منذ 7 أشهر، تلك الحادثة التي تسببت في بتر قدمه اليسرى وعجز قدمه اليمنى وبات لا يملك القدرة على الحركة، فعجز عن مواصلة العمل الذي كان بمثابة مصدر للعيش هو وأبنائه، حتى أنّه حاليّا لم يعد قادرًا على توفير نفقات علاجه.
في حديثه إلى "بلدنا اليوم"، سرد الخمسيني حكايته، بينما كان يواصل الليل مع النهار في العمل، ونظرا لأن عمله كسمكري لم يكن مجدي بصفة دائمة، كان يمتهن مهنة إضافة وهي بيع الأسماك في سوق المدينة، ويوم الحادث ذهب لشراء سمك على الطريق السريع وكان يستقل تروسيكل ليتفاجأ بسيارة نقل تسير بجواره، ولحظات معدودة حتى اصطدمت السيارة بالتروسيكل، وفقد حسن الوعي، حتى ظن الكثيرون أنّه فارق الحياة، وبعد نقله للمستشفى وإجراء تدخل جراحي نتج عنه بتر قدميه، أفاق حسن ليجد نفسه فاقدًا لقدمه وإصابة الأخرى بعجز، ليجلس على سريره فيما بعد بمنزله لا يملك القدرة على مواصلة الحياة.
"حاليا لا يوجد لدي أي دخل أو معاش، وأحتاج إلى علاج لكنه مكلف جدا وأعيش بمفردي وليس لي أي أحد يعولني" سرد حسن جزءًا آخر من معاناته، فلم تكن أزمته فقط إصابته بعجز أو حتى فقده عمله، لكن مسكنه أيضًا الذي يقطن به ليست ملكًا له بل هي ملكًا لشقيقه، لتكتمل معاناة العجوز.
مطالب حسن لم تكن مستحيله، فالعجوز الخمسيني يحلم بأن تعالج قدمه اليمنى حتى يتمكن من مساعدة نفسه على الحركة ولو بشكل بسيط، كما أنّه يناشد المسئولين بتوفير معاش أو كشك حتى يستطيع أن يقاوم ظروف الحياة الشاقة، مؤكداً أنه كان قبل الحادث لا يفكر فى أن يساعده أحد إلا أن الحادث اضطره للبحث عن معاش أو كشك للحصول على علاجه.