يسن إحياء ليلة العيد بالعبادة من ذكر أو صلاة أو غير ذلك من العبادات، لا سيما صلاة التسابيح لفضلها؛ لحديث: «مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ لِلَّهِ مُحْتَسِبًا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ» وعن ابن عباس-رضي الله تعالى عنهما-: ״بصلاة العشاء جماعة والعزم على صلاة الصبح جماعة، والدعاء فيهما״، ومن آداب صلاة عيد الفطر 2021 الغسل يوم العيد، ثبت من فعل الصحابة - رضي الله عنهم-، فعن نافع أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى" ويستحب أن يتنظف، ويتطيب، ويتسوك؛ لحديث ابن عباس وفيه: "وإن كان طيب فليمسَّ منه وعليكم بالسواك"، ومن آداب صلاة عيد الفطر 2021 أن يلبس أحسن ما يجد؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "روى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين".
يستحب أن يأكل المسلم قبل خروجه إلى المصلى في عيد الفطر تمرات، والأفضل أن تكون وترًا، ويخرج إلى العيد ماشيًا وعليه السكينة والوقار، فعن سعد أن النبي- صلى الله عليه وسلم– "كان يخرج إلى العيد ماشيًا ويرجع ماشيًا"، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى العيد ماشيًا ويرجع ماشيًا" السنة أن تُصلَّى صلاة العيدين في المصلى، ولا يُصلى في المسجد إلا لحاجة؛ لحديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: " كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة".
وآداب صلاة عيد الفطر أن يذهب إلى المصلى من طريق ويرجع من طريق آخر؛ لحديث جابر- رضي الله عنه- قال: "كان النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق".
حكم تكبير العيد
التكبير في العيدين سُنَّة عند جمهور الفقهاء، قال الله تعالى بعد آيات الصيام: {وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ} [البقرة: 185]، وحُمِل التكبير في الآية على تكبير عيد الفطر، وقال سبحانه في آيات الحج: {وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖ} [البقرة: 203]، وقال أيضًا: {لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ} [الحج: 28]، وقال تعالى: {كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ} [الحج: 37] والتَّكبير هو التَّعظيم، والمراد به في تكبيرات العيد تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأن حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئا من النقص، ولذلك شُرع التكبير في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام؛ إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام بالآية السابقة، ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد.
آداب صلاة عيد الفطر
آداب صلاة عيد الفطر منها التبكير إلى مصلى العيد بعد صلاة الصبح، أما الإمام فيستحب له أن يتأخر إلى وقت الصلاة؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك، فعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: "كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة و يُكبّر في طريقه إلى مُصلّى العيد ويرفع صوته بالتكبير؛ لقول الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وقد جاء أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يخرج يوم الفطر فيكبّر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي صلاته فإذا قضى الصلاة قطع التكبير". وقد صحّ عن ابن عمر موقوفًا أنه "كان يجهر بالتكبير يوم الفطر ويوم الأضحى إذا غدا إلى المصلى حتى يخرج الإمام فيكبر بتكبيره"، قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: "ويكبر في طريق العيد ويرفع صوته بالتكبير، وهو معنى قول الخرقي: "مظهرين للتكبير".
ومن آداب صلاة عيد الفطر السنة ألَّا يُصلَّى قبل صلاة العيد ولا بعدها؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي- صلى الله عليه وسلم- خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصلِّ قبلها ولا بعدها، ومعه بلال"، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يكن هو- صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلى شيئًا قبل الصلاة ولا بعدها"، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "والحاصل أن صلاة العيد لم يثبت لها سنة قبلها ولا بعدها خلافًا لمن قاسها على الجمعة" كما أنه لا أذان ولا إقامة لصلاة العيدين؛ لحديث جابر بن سمرة- رضي الله عنه -، قال: "صليت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة".
التهنئة بالعيد
التهنئة بالعيد من فعل أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- عن جبير بن نُفير قال: "كان أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منَّا ومنك" يقضي صلاة العيد من فاتته مع الإمام، قال الإمام البخاري رحمه الله: "بابٌ إذا فاتته العيد يصلي ركعتين. وكذلك النساء ومن كان في البيوت، والقرى، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "هذا عيدنا أهل الإسلام"، وأمر أنس بن مالك مولاهم ابن أبي عتبة بالزاوية فجمع أهله وبنيه وصلى صلاة أهل المصر وتكبيرهم، وقال عكرمة: أهل السواد يجتمعون في العيد يصلون ركعتين كما يصنع الإمام، وقال عطاء: إذا فاته العيد صلى ركعتين" ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "في هذه الترجمة حكمان: مشروعية استدراك صلاة العيد إذا فاتت مع الجماعة سواء كانت بالاضطرار أو بالاختيار، وكونها تقضى ركعتين كأصلها".
وقت صلاة العيد
يُندب التكبير بغروب الشمس ليلتي العيد في المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل؛ إظهارا لشعار العيد، والأظهر إدامته حتى يحرم الإمام بصلاة العيد، أما من لم يصلِّ مع الإمام فيكبِّر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين.
صيغة تكبيرات العيد
صيغة تكبيرات العيد.. لم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد" والأمر فيه على السَّعة؛ لأن النص الوارد في ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ} [البقرة: 185]، والْمُطْلَق يُؤْخَـذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشَّرع.
ودرج المصريُّون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا"، وهي صيغة مشروعة صحيحة استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها في كتبهم، وقال عنها الإمام الشافعي-رحمه الله تعالى-: "وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه".