نشاهد اليوم ونعيش في هذه الفترة العصيبة من حياة البشر والكائنات الحية، كل أنواع التلوث البيئي، من جراء النشاط البشري الذي فاق تأثيره العوامل الأخرى، مثل الكوارث الطبيعية، وخصوصاً بعد ظهور فيروس الكورونا أو الكوفيد ١٩ وتأثيره الصحي و الأقتصادي والنفسي علي كافه دول العالم.
وبالتلوث البيئي تدهور كل شيء، وأصبح الإنسان أكثر خوفاً من المستقبل، لأنه أصبح مجهولاً.. هل سيعيش فترة طويلة أم ستدركه نتائج التلوث وتأخذه من هذه الدنيا؟ وهل عليه أن يبني له أسرة ؟ وكم طفلاً، إن رزقه الله، يرغب أن يكون له؟ وكيف سيعيش هؤلاء الأطفال؟ بعد أن ظهرت أخطر نتائج التلوث البيئي، من فيروسات وجراثيم وأمراض حديثة، أخذت تقصر من الأعمار، وأحياناً تحرق الأخضر واليابس.
كل ذلك أدي إلي تحول الإنسان، من حامل للقيم والسلوك الحميد المطلوب منه، كي يصون الأمانة وهيا حماية البيئة علي الأرض بما فيها من بشر ونباتات وحيوانات وحشرات وكل شئ حي، إلى وحش كاسر، لا يهمه المستقبل وحقوق الأجيال المقبلة في عطاء الموارد الطبيعية، ولكي يعود التوازن، لابد من مراجعة لذلك السلوك، وتصويب المسار، وعندها ينعم الجميع بخيرات التوازن الكوني والبيئي وتعم السعادة. بعد أن نحقق المعادلة السهلة في منطوقها والصعبه جدا في تنفيذها وهيا التنميه المستدامه
ولكن كيف لذلك أن يتحقق؟.
إن ذلك لن يتحقق بعصى سحرية، بل من خلال منظومة متكاملة، وتفاعل بين الجميع، من مؤسسات حكومية، وقطاع خاص، ومنظمات المجتمع المدني، وأجهزة إعلام، ومؤسسات دينية وتربوية، والأسرة، وأن تكون مبادئ حقوق الإنسان والكائنات الحية بالعيش الرغيد، العمود الفقري لجسم السعادة، وأن يكون هناك توازن ما بين الحقوق والاحتياج العقلاني، مع تسخير كل الجهود والطاقات للبناء المستدام، الذي يوفر المطلوب من دون إفساد أو استنزاف وإسراف، عندها تزداد الثقة بالمستقبل، وتوضع الابتسامة على محيا الجميع، من خلال روح التفاؤل التي سيمتلكها كل فرد.
بقي أن نعرف مع كل هذه الثقة وروح التفاؤل، لابد من إكمال الحلقة بربط كل ذلك من خلال توفير بيئة حياة وعمل وتعليم وصحة وعلاقات اجتماعية خالية من أي تلوث، كي تسود السعادة والمحبة بين الناس ويعم الخير على الجميع والأجيال المقبلة، إلى قيام الساعة. ولكن كيف للعالم أو لأي دوله فيه أن تحقق ذلك في ظل نمو سكاني رهيب وبمعدلات لم يسبق لها مثيل .. ففي المائتين سنه الأخيره زاد سكان العالم من مليار إلي ثمانية مليار نسمة... لذلك وجب على كافة شعوب العالم السيطرة على هذه الزيادة السكانية الهائلة .. حتى تتحقق سعادتنا في بيئة نظيفة على الكوكب الوحيد الذي يمكننا العيش عليه حتى الآن.