وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إكليلًا من الزهور على قبر الجندي المجهول بميدان قوس النصر بالعاصمة باريس، حيث أقيمت المراسم العسكرية الرسمية له، وعزف السلام الوطني للبلدين.
كثير من المصريين لا يعرفون قصة الجندي المجهول، لكن منذ 100 عام، كُرّمت جثتا جنديين مجهولي الهوية بعد وجودهما في مستنقع بالجبهة الغربية، كانت إحداهن لجندي فرنسي والأخرى لجندي بريطاني، ونُظّم حفل التكريم في وقت واحد في قوس النصر في باريس وفي كنيسة وستمنستر بلندن.
جاءت فكرة تحية الجندي المجهول في ظل اشتعال الحرب العالمية الأولى، في عام 1916، حين عثر رجل الدين الإنجليزي ديفيد رايلتون على قبر مكتوب عليه "جندي بريطاني مجهول" في الحديقة الخلفية لمنزل عندما كان على الجبهة الغربية، حيث تسببت الحرب في مقتل العديد من الجنود وتشوهت جثثهم، فأصبح من المستحيل التعرف على هوية بعضهم.
وبعد أربع سنوات، حصل "رايلتون" على دعم عميد وستمنستر، هربرت رايل، الذي قام بجهود كبيرة من أجل المضي قُدما للدفع بفكرة إقامة نصب تذكاري.
ولكن السؤال: كيف اختير الجندي البريطاني المجهول؟، تم اختياره بشكلٍ عشوائي من بين ست جثث مجهولة الهوية تم استخراجها من ساحات القتال في فلاندرز وأرتوا وبيكاردي في العام 1920، حيث اتخذ العميد جون لويس وايت القرار النهائي لاختيار الجندي من مجموعة نقالات مغطاة بالعلم بعد أن كان يبدو معصوب العينين، وفي فرنسا، تم استخراج رفات ثمانية جنود فرنسيين لم يتم الكشف عن أسمائهم من ثماني ساحات قتال في جميع أنحاء البلاد وتم جمعها في فردان، التي تعد واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب.
وتم الاختيار من قبل جندي كان يبلغ من العمر 21 عامًا خلال الحرب، وهو أصغر ناجٍ من كتيبه، الفرقة 132، التي قاتلت في فردان، وقد فقد الجندي والده أيضًا خلال المعارك، لم يكن يعلم ماذا سيفعل، فقام بعملية حسابية جمع من خلالها أعداد فوجه واختار التابوت السادس.
دفن الجندي البريطاني المجهول في وستمنستر على الساعة 11 صباحًا في 11 نوفمبر عام 1920، وفي الوقت نفسه، تم نقل الجندي الفرنسي إلى قوس النصر لحضور حفل مماثل، لكن رفاته لم تُدفن هناك حتى 28 يناير 1921، وكُتب على اللوح الرخامي: "هنا يرقد جندي فرنسي مات من أجل الوطن 1914-1918".