يتمسك بعض الشعوب والقبائل المنعزلة في العالم بثقافتهم المختلفة عن ثقافة الاستهلاك اليوم، حيث أنهم يتمسكون بعاداتهم بما فيها من عمل وفرح، ليس لمجرد الاختلاف عن بقية الشعوب، ولكن لقناعتهم بما توصل إليه أجدادهم من خلال تجاربهم الطويلة، هكذا يعتقد شعب الهونزا الذي يعيش منعزلا في أقصى شمال باكستان، سره في الحياة التي أجبرته عليها الظروف الجغرافية والبساطة في الطعام مع كثرة الحركة والضحك واليوغا حتى أصبح هذا الأسلوب وصفة مجرّبة لحياة أفضل.
يعيشون حتى 165 عاماً:
شعب بمعدلات حياة طويلة تقارب القرن والنصف، لا يعرف رجاله الشيخوخة ولا أمراض العصر القاتلة ولا الأوبئة الفتاكة، تطول نضارة نسائه دون شفط ولا شدّ تجاعيد ولا صالونات ومواد تجميل، كما تستمر خصوبتهن، فيلدن حتى بعد نصف قرن من العمر، ويعيش شعب "الهونزا في وادٍ معروف بـ "وادي الخالدين" ويعني اسمهم "المتّحدون في جبهة واحدة كالسهام".
في وادي هنزة الواقع على ارتفاع ألفي متر عن سطح البحر، وعلى بعد 200 كيلومتر عن إقليم "كلكت بلتستان"، أقصى شمالي باكستان بعيدا عن التكنولوجيا الحديثة، فهم شعب لا يعرف التلفزيون ولم تصله السيارات، كما لا يعرف الهواتف الذكية التي تشغل كل الناس اليوم.
يستقرون في جبال شمال باكستان، وهم شعب استثنائي لأنهم يعيشون في المتوسط 100 سنة، وكثير منهم يعيشون 120 سنة بدون مشاكل صحية، ومنهم من يعمر حوالي 165 عامًا، وهم نادرًا ما يصابون بالمرض، ولا علم لهم بالأورام السرطانية، ويتمتعون بمظهر الشباب الدائم، وزوجاتهم يلدن عند سن 65 عامًا.
يأكلون الكثير من المشمش:
والهونزا هم الدليل على الكيفية التي يؤثر بها النظام الغذائي ونمط الحياة على البشر. فهم يأخذون حماماتهم في المياه الجليدية، حتى لو كانت درجة الحرارة الخارجية أقل من 0 درجة مئوية.
ولا يأكل شعب الهونزا سوى الأطعمة التي يزرعونها بأيديهم يأكلون الفواكه والخضار النيئة والبذور الزيتية، والكثير من المشمش المجفف، ومجموعة متنوعة من الحبوب (أساسًا الدخن أو البشنة، الحنطة السوداء والشعير) والبقوليات وبعض الجبن والحليب والبيض.
يتكون طعامهم اليومي من وجبات بسيطة: وجبة إفطار وتتكون من وعاء من المشمش الطازج أو المغلي مع الحبوب وتشاباتيس، والخبز الهندي.
وعند الساعة الـ 10 صباحًا، يتناولون النظام الغذائي نفسه، مضافًا إليه الخضراوات الطازجة، أو المسلوقة وما بين الساعة 13 و الساعة 14 يتناولون وجبة أخرى من المشمش المجفف، مخفف في الماء، في فصل الشتاء، والمشمش الطازج في الصيف.
وأخيرًا، بين الساعة 17 و الساعة 19 يتناولون وجبة أكثر غنى تحتوي بالإضافة إلى التشاباتيس، الخضراوات، بحسب الموسم، يتناولون مع هذه الوجبة الغنية، كمية من الفواكه المتنوعة، كالخوخ والدراق والكمثرى والتفاح أو المشمش الطازج ، ونادرًا ما يأكلون اللحوم، ربما مرّتين في السنة، وفي هذه الحالة، القليل من الضأن أو قليل من الدجاج.
مكونات غذاء الهونزا:
أحد المتخصصين في شعب الهونزا، ويُدعى رالف بيرشر، جمع في كتابه "الهونزا: إنهم شعب لا يعرف المرض" كمية هامة من المعلومات حول تغذية هذا الشعب:
– هم نباتيون، أو تقريبًا
– يستهلكون كمية كبيرة من الأطعمة النيئة
– يتكون نظامهم الغذائي أساسًا من الفواكه والخضراوات
– منتجاتهم الغذائية طبيعية تمامًا.
– لا يشربون الكحول ولا يستهلكون السكر
– استهلاكهم من الملح معتدل جدًّا
– يمارسون الصيام بانتظام.
ويرى هذا الأخصائي أنه من خلال اعتماد هذا النظام الغذائي نفسه، يستطيع أي شخص أن يطيل تجربة حياته بضع سنوات.
وتتداول وسائل الإعلام حادثة طريفة من نوعها وقعت في العام 1984، عندما استوقف الأمن في مطار لندن رجلا يدعى عبدمبندو، وفي جواز سفره تاريخ مولده عام 1932، ما أثار دهشة رجل الأمن، لأنه يبدو في الثلاثينات، فحكى الرجل له عن موطنه الـهونزا ومن هنا عُرفت تلك المنطقة.
وأغلب أفراد شعب الهونزا تحت عمر الثلاثين يستطيعون القراءة والكتابة ويتمتعون بثقافة ويتقنون ثلاث لغات محلية مختلفة ويجيدون اللغة الإنكليزية أيضا، كما يؤمن كل الشعب بالتنوع والانفتاح على الأخرين، حيث أصبح يسقبل السياح في الشتاء والصيف.
دراسة: تناول هذا الفيتامين مرتين في اليوم للتخلص من الدوار
رضيع استرالي.. إسحاق أويلرز أصغر ضحايا انفجار بيروت