ضربت صاعقة منطقة تجمع للمتظاهرين المحتجين على مقتل جورج فلويد في واشنطن، وأصابت اثنين من العسكريين هناك.
وذكرت مديرية المطافئ والإسعاف في مقاطعة كولومبيا، عبر صفحتها في "تويتر"، أن الحادث وقع في حديقة "لافاييت بارك" بالقرب من البيت الأبيض، مضيفة أنها تلقت اتصالا بعد منتصف ليل الجمعة عن تعرض عسكريين اثنين لصاعقة ضربت داخل الحديقة.
وأشارت إلى أن العسكريين نقلا إلى المستشفى وأن إصاباتهما لا تهدد حياتهما.
وشهدت العاصمة الأمريكية مساء الخميس، هطول أمطار غزيرة دفعت جزءا من المحتجين إلى مغادرة مكان تجمعهم قبالة البيت الأبيض.
فلويد جديد.. الشرطة الأمريكية تقتل أمريكي من أصول إفريقية بالرصاص
سجلت كاميرات الهواتف الذكية بعض المظاهر للعنف الذي يمارسه عناصر الشرطة في مختلف الولايات الأمريكية ضد المتظاهرين، الذين خرجوا أصلا للاحتجاج على عنف الشرطة، لكن ما يزيد الوضع اشتعالا، وبالتحديد هو تسجيل قتل صاحب مطعم من أصول إفريقية خلال تفريق الشرطة للاحتجاجات.
ومنذ مقتل جورج فلويد، على يد رجل الشرطة ديريك تشوفين، خلال عملية اعتقال في مدينة مينيابوليس، اجتاحت الولايات المتحدة تظاهرات غاضبة، رفضا للتفرقة العنصرية ولعنف الشرطة المستخدم ضد المدنيين أصحاب البشرة الداكنة.
إلا أن تلك الاحتجاجات، لم تفلح في التخفيف من حدة العنف الذي يستخدمه رجال الشرطة، بل زادت منه مع استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، والضرب، والاعتقالات، حسب موقع «سكاي نيوز عربية».
وكما فضحت كاميرات الهواتف المحمولة الجريمة التي ارتكبها رجال شرطة بحق فلويد، وثقت أخرى العنف الممارس بحق متظاهرين عزّل.
وكانت مدينة لويسفيل في ولاية كنتاكي، أحدث المدن التي فقدت أحد مواطنيها نتيجة عنف قوات الأمن، إذ نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، مقاطع فيديو من زوايا مختلفة، التقطها شهود عيان وكاميرات مراقبة، وثقت مقتل ديفيد مكاتي على يد عناصر الشرطة والحرس الوطني.
وبدأت الواقعة مع وصول قوات الأمن لفرض حظر تجول، يبدأ من الساعة التاسعة مساء، في منطقة مكتظة أمام مطعم مكاتي «يايا للشوي»، حيث كان مجموعة من الأشخاص يتناولون الطعام في الخارج.
وما أن وصلت قوات الأمن للمكان، حتى بدأت بإطلاق طلقات تعرف بـ«كرات الفلفل» التي تتسبب بتهيج العين والأنف، صوب المجتمعين أمام المطعم، مما دفعهم إلى إخلاء المكان بسرعة والدخول إلى المطعم.
ومع اندفاعهم إلى الداخل، استمر رجال الشرطة بإطلاق الطلقات نحو الباب، وليس على الأرض بحسب ما ينص عليه القانون، حتى كادت طلقة منهم أن تصيب رأس ابنة أخ مكاتي التي كانت قرب الباب.
ودون أن يدرك مكاتي من أطلق الطلقات، اقترب من الباب وأطلق رصاصة من مسدس كان بحوزته نحو الشارع، مما دفع رجال الأمن للتراجع، قبل أن يطل هو مجددا من خلف الباب رافعا يده، ليقوم رجال الأمن بإطلاق 18 رصاصة نحوه، مما أدى إلى إصابته بطلقة في الصدر.
وتقوم الشرطة الآن بالتحقيق مع رجال الأمن المتورطين في الواقعة، خاصة وأن كتيب التعليمات الخاص بشرطة المدينة، ينص بوضوح على أنه على رجال الشرطة «أن يتجنبوا استخدام العنف في تفريق التجمعات السلمية»، وأن «يعرفوا بأنفسهم»، بالإضافة إلى «إعطاء تعليمات واضحة بالتفرق ومنح المتجمعين وقتا كافيا لتنفيذها»، وهي جميعها أمور لم يلتزم بها رجال الأمن في حادثة مقتل مكاتي.مشهد آخر تم توثيقه في بالكاميرا ونشره على موقع تويتر، لم يتضح الموقع الذي تم تصويره فيه، يُظهر رجال الشرطة وهم يحاولون تقييد يدي امرأة، إلا أنها نجحت بالإفلات منهم، لينهالوا عليها بالضرب المبرح حتى سقطت على الأرض، وتم تقييد يديها.
ثم حاولت امرأة أخرى الاقتراب من رجال الأمن وحثهم على عدم استخدام العنف، ليقوم شرطي بدفعها لتسقط على الأرض ويتم اعتقالها هي الأخرى.
وفي فيلادلفيا، أظهر مقطع فيديو على تويتر، مجموعة من رجال الشرطة كانوا على متن دراجات هوائية، وهم ينهالون بالضرب بالعصي على مجموعة من المتظاهرين السلميين، من بينهم امرأة تم إسقاطها على الأرض وضربها بقوة.
ولعل أحد أكثر الفيديوهات التي انتشرت بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم، هو فيديو لطفلة تصرخ وتبكي من الألم بعد أن أطلق رجال الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاهها. وتجمع مجموعة من المتظاهرين حول الطفلة لرش الماء والحليب على وجهها في محاولة للتخفيف من آثار الغاز، فيما استمرت هي بالصراخ من الألم.
ولدى سؤاله عن الأساليب التي لجأت إليها الشرطة الأمريكية في الكثير من الأحيان لتفريق المتظاهرين، أكد أبوزيد أنها «في الوقت الراهن لا تزال ضمن الحدود المشروعة لمكافحة الشغب»، قائلا: «الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه، هي من الأمور المشروعة بمكافحة الشغب، ويتم تطبيقها حول العالم».