فى منتصف شهر مارس طرقت جائحة فيروس كورونا أبواب قرية الهياتم، عقب أكتشاف إصابة أحد أبنائها ونقل العدوى إلى ١٠ أشخاص آخرين، وهو ما دعى إلى عزلها بالكامل، ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل تبعها بأيام إصابة أحد أبناء قرية صفط تراب وعليها انتشر الفيروس اللعين مثل النار فى الهشيم، وتسبب في إصابة ٤٢ شخص لتحصد العدد الأكبر فى حجم الإصابات، وبناءا عليه كان قرار عزلها، لم يختلف الحال كثيراً في قرية كفر جعفر التي أصيب فيها ١٧ شخص، وتم عزل ٨٠٠ منزل داخلها لتصبح محافظة الغربية هي الأعلى في عدد القرى المعزولة.
البداية كانت فى قرية الهياتم التابعة لمركز المحلة، عندما أصيب أحد أبنائها ويعمل مديرًا إداريًا بأحد فروع مطاعم البيتزا الشهيرة بطنطا، بعد مخالطته لأحد زملائه، وانتشر الفيروس بسرعة الصاروخ داخل القرية بسبب اختلاطه بعدد من المواطنين أثناء تقديم واجب عزاء بوسط مساكن القرية لتسجل ١٠ حالات إيجابية، وتم نقلهم إلى مستشفى الحجر الصحى بمطروح، وبناءا عليه اتخذت مديرية الصحة قرارها بعزل القرية ، وغلق مداخلها ومخارجها ضمن الأجراءات الوقائية والاحترازية المتبعة في ذاك الشأن.
بينما دفعت مديرية الصحة بفرق وقائية، وقامت بالمرور على منازل أسر المصابين، وعمل التوعية اللازمة لهم بخطورة المرض وطرق الوقاية وضرورة القيام بالتطهير المستمر، كما تم المرور على المنازل المحيطة بأماكن المصابين والتنبيه على الأهالي بعدم الخروج نهائيا من المنازل، وسرعة التوجه للمستشفيات فى حال ظهور أي أعراض للمرض عليهم.
وفى سياق متصل ، أرسل محافظ الغربية سيارات نقل محملة بكميات كبيرة محملة بالسلع الغذائية والتموينية من سمن وزيت وسكر وأرز ومكرونة، لسد أحتياجات أهالى القرية لمنع خروجهم تطبيقا لقرار العزل ، فضلا عن تجهيز ٣٠ طن كلور مركز فى فناطيس لتطهير القرية بالكامل مع توفير ماكينات "ATM"، بهدف إتاحة صرف مرتبات أبناء القرية والمعاشات لكبار السن .
ولا يختلف الأمر كثير فى قرية صفط تراب التى لا تبعد عن الهياتم سوى عدة كيلو مترات، فقد تحولت فى فترة صغيرة إلى القرية الموبوئة بسبب أنتشار الفيروس بصورة كبيرة دون السيطرة عليه، وكانت البداية عندما أصيبت أحدى السيدات المسنات بالفيروس عقب أختلاطها بزوج نجلتها المصاب، ويعمل حلاق داخل القرية، وبالتالى نقل العدوى إلى عدد كبير ، أثناء ممارسة عمله، ما أدى إلى أصابة أكثر من ٤٦ شخص حتى الأن، ونقلهم إلى مستشفى الحجر الصحى بكفر الزيات، ومازال العدد فى تصاعد مستمر .
كما سجلت القرية أول حالة وفاة لسيدة مسنة عقب ثبوب أصابتها بفيروس كرونا، وشعيت جنازتها وسط أجراءات أحترازية كاملة، قام بها أخصائيون الطب الوقائى أثناء عملية الدفن مع مراعاة المسافات بين المشيعون من أسرتها فقط، وتم حرق النعش لمنع أنتشار العدوى بين الأهالى فى أحدى الأماكن الخلاء .
وأستجاب محافظ الغربية لشكاوى أهالى قرية صفط تراب وقرر توفير أطباء من جميع التخصصات بالتنسيق مع الأدارة الصحية للعمل بمركز طب الأسرة مع كافة المستلزمات الطبية والأدوية، فضلا عن الدفع بسيارتين أسعاف لنقل المشتبه في إصابتهم بالأضافة إلى جهاز تحليل لصورة الدم كاملة، كما قامت الأجهزة التنفيذية بعمل حملات تطهير بالشوارع بواسطة سيارات الحماية المدنية والطب البيطري.
كما وفرت محافظة الغربية السلع الغذائية اللازمة، بالتنسيق مع تجار سوق الجملة عن طريق أرسال كميات من الخضار والفاكهة المطلوبة ، فضلا عن توفير نقطة تطهير ثابتة بواسطة ماكينة رش لتطهير أى سيارات محملة بالسلع الغذائية عند دخولها وخروجها القرية، ودفعت بسيارة ATM لصرف المعاشات ومرتبات العاملين بالقرية.
ولم تمضى أيام وقد ظهر أعراض الأصابة بالفيروس على أحد أبناء قرية كفر جعفر التابعة لمركز بسيون، وهو نجل أحد العاملين بالغردقة وتناقل العدوى بين أسرته وجيرانه لتسجل القرية فى ه أيام فقط ١٧ حالة مصابة ،وتم نقلهم للحجر الصحى بمستشفى كفر الزيات، وهذا الأمر دعى مديرية الصحة أن تتخذ قرارها بعزل ٨٠٠ منزل داخل القرية من المخالطين للحالات المصابة .
وأعلنت محافظة الغربية، عن الأجراءات الأحترازية اللازمة في تلك المرحلة الخاصة بقرية كفر جعفر من عمل تحاليل لجميع الحالات المخالطة للمصابين، فضلا عن حملات التطهير بمنازل القرية لضمان سلامة الأهالي والحد من أنتشار الفيروس .