تسعى كافة الدول الأوروبية والعربية جاهدة لإنتاج مصل أو علاج لفيروس كورونا القاتل، بعدما حصد الكثير من أرواح المواطنين خلال الأسابيع الماضية، لتُصبح أحد العقاقير التي يجري اختبارها الآن في التجارب السريرية هي أقوى الأسلحة؛ نظرا لأن إنتاج اللقاح قد يستغرق عاما أو ربما أكثر.
ويظهر تحليل نشر أخيرا إلى أن هذه الأدوية الخاضعة للتطوير والتجريب حاليا، يمكن أن تكلف الجرعة اليومية منها دولارا واحدا فقط، بحسب مجلة "سيانس ماغ" العلمية، وبالرغم من ذلك إلا أن هذا لا يعني أن الدواء سيصل إلى الصيدليات حول العالم بهذا السعر أو فوق قليلا، فالأمر يحتاج إلى جهد دولي منسق من إيصال الدواء، حال ثبوت نجاحه، إلى طالبيه، بحسب المجلة.
كما أن الشركات المصنعة لأي دواء ناجح، قد تضع سعرا باهظا له في ظل الحاجة الماسة عالميا لهذا العقار، إضافة إلى أسباب أخرى، ولذلك يجري العلماء حاليا تجارب سريرية على 12 علاجا محتملا على الأقل لفيروس كورونا، كما أن بعض الأدوية المطروحة لعلاج الداء موجودة منذ عقود، مثل دواء الملاريا.
ويقول اختصاصي تسعير الأدوية في جامعة ليفربول البريطانية أندور هيل، إن هناك معطيات تسهّل تقدير تكلفة الحد الأدنى لصناعة أدوية فيروس كورونا، في حال أثبت إحداها كفاءته.
واستعان هيل وزملاؤه باستراتيجية استخدموها في السابق مع علاج فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والتهاب الكبد "سي"، لتقدير ثمن الأدوية المنتظرة.
وأشار هؤلاء إلى أن 8 من أصل 9 أدوية مرشحة لعلاج كورونا تبلغ تكلفها أقل من 1.5 دولار لكل شخص يوميا، وقد يصل ثمن علبة الدواء الكاملة إلى 30 دولارا.
ولم يتمكن فريق هيل من تقدير تكلفة دواء واحد اسمه "Tocilizumab"، لأنه يصنع بكميات صغيرة فقط.
وخلص الباحثون إلى أن جميع هذه الأدوية رخيصة من ناحية كلفة التصنيع.
لكن المجلة العلمية تقول إن هذه الأدوية ليست رخيصة دائما، إذ إن بعضها، خاصة تلك المخصصة لأمراض سابقة، تباع بأسعار قد تصل إلى 500 دولار.
وعادة ما تباع هذه الأدوية بأسعار رخيصة في دول مثل الهند وباكستان والولايات المتحدة، لكون حكومات هذه الدول تخفض تكاليف الدواء بشكل صارم.
موضوعات ذات صلة
الصحة العالمية: كورونا قد يصيب مخ الإنسان بشكل مباشر
رد فعل عنيف من السفير الصيني بالقاهرة إزاء بعض المطالبات بشأن كورونا