حل عمرو موسى ، وزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، مع الإعلامي السعودي مالك الروقي، في أولى حلقات برنامج "السطر الأوسط"، على شاشةMBC1.
وتطرق موسى في الحديث، عن العديد من الذكريات كأحداث نكسة العام 1967، وكذلك موقفه من ذهاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى الكنيست الإسرائيلي، وقمة بغداد قبل غزو الكويت، وموقف الإدارة المصرية من مفاوضات أوسلو.
نكسة 1967
وتحدث موسى عن ذكرياته مع نكسة 1967، مشيراً إلى أنه كان دبلوماسيًا شابًا في مكتب وزير الخارجية آنذاك، متابعا "كان أمامي مصادر إعلامية كثيرة، كنت أسمع الإذاعة المصرية وصوت العرب كانت تقول شيئا والعالم يقول شيئا آخرا".
وتابع: "اتضحت الأمور على حقيقتها في الساعة التاسعة صباحًا، فهمت الوضع وأصبحت أنا وكثيرون في غاية الغضب أننا عرضنا مصر إلى مثل هذه الهزيمة، كان ما حدث شيئًا مؤسفًا".
وواصل: "لا يمكن تعريض العالم العربي لمثل هذه المغامرات، ولا يمكن لي أو لجيلي أو للأجيال التي تلتنا أن نتسامح مع أحداث 5 يونيو 1967".
السادات والكنيست الإسرائيلي
دافع عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عن زيارة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات للكنيست الإسرائيلي للتفاوض مع سلطات الاحتلال.
وقال موسى، إن الأرض المصرية كانت يجب أن تعود ولا يمكن أن نقبل استمرار احتلال إسرائيل للأرض، وإلا كنا زي دلوقتي الجولان راح ولم نكن لنتحمل هذا الأمر".
وأضاف: "أعتقد أن العرب ظلمونا بالمقاطعة"، مشيرًا إلى أن الاتصالات لم تتوقف مع العواصم العربية برغم المقاطعة.
وتابع أنه في بداية المقاطعة لم تكن الاتصالات قوية ولكن بدأت الاتصالات في العودة، لافتًا إلى أن دول عمان، المغرب، السودان، والصومال لم تقاطع مصر.
وأردف: "الاتصالات كانت مستمرة وتزايدت مع مرور الوقت وأصبح يرى في مصر عدد من المسئولين المعروفين".
كما هاجم موسى ما كان يُعرف بجبهة الصمود والتحدي، وسخر منها مسميًا إياها بجبهة "التصدع"، مشيرًا إلى أن صدام حسين، حافظ الأسد، ومعمر القذافي رؤساء العراق، سوريا، وليبيا آنذاك كان من الصعب عليهم تفهم الاتصال بإسرائيل.
وأردف: "لكن لم تكن لديهم سيناء المحتلة، لقد كنا نشعر بالإهانة وكان لا بد من استعادتها، وكنت أتمنى أن تستعيد سوريا الجولان، وإذا كنا سنجري الاتصالات مع إسرائيل لاستعادة الأرض فهي مسألة مقبولة مصريًا ولم تكن مقبولة منهم، وفي النهاية القرار المصري يتخذ من مصر وبالتالي اتخذ هذا القرار وأدى لاستعادة سيناء وهو ما أراحنا كمصريين ويجب أن يريحنا كعرب".
قمة بغداد وغزو الكويت
قال عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن قمة بغداد التي انعقدت قبل غزو الكويت، كانت جيدة، وكان واضحا فيها شعور القيادة العراقية بالقوة والزهو.
وأضاف، أن بعض الأمور حدثت، توضح أن السياسة العراقية تتطور نحو استخدام القوة وإظهارها، مشيرًا إلى أنه فيما يتعلق بصياغة القضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط، كانت مصر تتحدث عن حل القضية بناءً على مبدأ عدم جواز الاستيلاء بناءً على الحرب.
وتابع: "اعترض العراقيون وقالوا ارفعوا أيديكم ونحن المسؤولون واعترضوا على أي إشارة فيها تفاوض".
وواصل: "أمير الكويت كان يجلس أمام الرئيس مبارك، وأشار مبارك له تعليقًا على ما ذكره صدام حسين بشأن دفع الدول الخليجية تكاليف الأوضاع آنذاك، بإشارة تعني أنهم سيدفعون هذه المبالغ".
وأشار إلى أنه عُقدت قمة عربية بعد احتلال الكويت من أجل حل الأزمة، حيث كان هناك انقسام لكنه كان حاسمًا: "لأنه لو انتهت القمة إلى الاختلاف سيكون مصير الكويت في مهب الريح".
وواصل: "كنت قاعد وراء الرئيس مبارك لأني سفير مصر في الأمم المتحدة، وقلت لنفسي يجب الحسم الآن، وفعلًا مبارك حسمها وانتهى الاجتماع وياسر عرفات قعد يزعق والقذافي مش بتاع زعيق كان له طرق أخرى رغم إنه مكنش مبسوط زي الجزائر".
وأردف: "وصدر القرار والإعلام أُبلغ بالقرار، والوفد الكويتي كان قويا جدًا وشديدا تماما وكان هناك نقاشًا يعتد به، وكان من الواضح أن هناك تنسيقًا مصريًا سوريًا سعوديًا، وبالتالي نجحت القمة، وبعدها دعا مبارك أربعة رؤساء إلى الإسكندرية وصدر القرار بالكيفية التي يتخذها التاريخ، حيث اتفقت الدول العربية على إنهاء احتلال العراق للكويت".
الإدارة المصرية ومفاوضات أوسلو
أكد عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن الإدارة المصرية لم تكن شريكة في مفاوضات أوسلو، لكنها قبلتها.
وأضاف، أن الرئيس الأسبق حسني مبارك أنه إذا كان الفلسطينيون لم يحددوا موقفهم من المفاوضات بعد، فإنه لا يجب أن نعلن موقفنا أو نتدخل إلا إذا طلبوا منا ذلك".
كما انتقد ادعاءات شمعون بيريز بشأن ضغط مصر على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لكي يقبل التوقيع على معاهدة أوسلو، قائلًا: "أرفض كلامه ولم نضغط على عرفات كي يقبل أوسلو، هو متفرد فيما يتعلق بكيفية تصوره وتصويره للأمور وطرحه للحقائق ولا آخذ هذا الكلام بجدية".