خلال الفترة القليلة الماضية أثار العديد من العلماء والباحثين فكرة تجميد البويضات للنساء، الأمر الذي تسبب في ضجة كبرى ورفضه الكثيرون تحت مسمى أنّ هذا الأمر يعد مخالفًا للشرع والدين، حتى ذكر العلماء اليوم الأربعاء التاسع عشر من فبراير 2020، عن ولادة أول طفل في العالم بعد أخذ البويضة من والدته ونضوجها في المختبر قبل تجميدها.
حسبما كشف العلماء فإنّ الطفل الذي تمت ولادته ويدعى جولـ كانت ولادته غير طبيعية فالطفل الصغير ولد بداخل بويضة تم صناعتها في المختبر، ثم تجميدها، وزراعتها في الأم ، والتي كانت تعاني من مرض السرطان، لكنّها تم شفائها ليتم زراعة البويضة بداخلها بعد خمس سنوات مع معاناة السرطان.
وتأتي تفاصيل الحالة، بعدما قرر الأطباء الحصول على بويضات من مبيض المرأة الفرنسية البالغة من العمر 29 عاما آنذاك، بعد اكتشافها مباشرة اصابتها بمرض سرطان الثدي، ولخوفها الشديد ، قررت خوض التجربة التي لم تدرك ةنجاحها منه عدمه، فقررت خوض التجربة وحصل أطباء الخصوبة على عينات من البويضة الخاصة بها من أجل تجميدها قبل خمس سنوات وقبل أن تبدأ العلاج الكيماوي للسرطان.
ولكن لم يكن هناك ما يكفي من الوقت لإعطاء هرمونات تحفيز المبيض لمساعدتها على إنتاج بويضات ناضجة يمكن تجميدها، وبدلا من ذلك، أزال الخبراء سبع بويضات غير ناضجة من مبيضها واستخدموا تقنية تسمى "النضج المختبري" (IVM)، لمساعدتها على التطور في المختبر قبل تجميدها.
التجربة الناجحة التي قام بها أطباء الخصوبة في فرنسا، ستوفر الكثير على النساء اللاتي يرغبن في الإنجاب خاصة ممن فقدن الأمل في حدوث هذا الأمر وتحديدا النساء من مرضى السرطان، وتتجنب هذه الطريقة خطر "إعادة زرع السرطان"، وهو ما قد يحدث في بعض أنواع السرطان عندما تتم إعادة زرع أنسجة المبيض لاحقا إلى مريضة السرطان الناجية.
المرأة التي أنجبت طفلا سليما ومعافي كانت قد قررت من قبل استخدام البويضات المجمدة التي وقع تخصيب خمس منها بنجاح، ونقل جنين واحد فقط من بينها إلى رحمها، وبعد تسعة أشهر أنجبت ولدا صحيا في 6 يوليو 2019، وفقا للورقة البحثية التي نشرت مؤخرا في مجلة السرطان Annals of Oncology.