قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس، إن الطلب العالمي على النفط سوف يتراجع خلال الربع السنوي الجاري، وذلك للمرة الأولى خلال أكثر من عقد من الزمان، وسط تداعيات تفشي فيروس كورونا الذي يضرب الاقتصاد الصيني بقوة.
وذكرت وكالة أنباء "بلومبرج" أن التقديرات الجديدة تظهر أن أسواق النفط ستشهد وجود فائض كبير، رغم الخفض الأخير في الإنتاج من جانب منظمة أوبك وحلفائها.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن خام النفط انخفض بالفعل إلى أدنى مستوياته خلال عام إلى ما دون 50 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي، وأن آثار تفشي كورونا ستؤثر في الأسواق على مدار العام الجاري.
وقالت الوكالة، ومقرها باريس:"تضرر الطلب بشدة بسبب فيروس كورونا الجديد وتوقف الاقتصاد الصيني على نطاق واسع... لاتزال الأزمة مستمرة، ومن الصعب في هذه المرحلة تحديد التداعيات على وجه الدقة".
وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري إن الاستهلاك العالمي للوقود، الذي كان من المتوقع في السابق أن ينمو بمعدل 800 ألف برميل يوميا خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، سوف ينكمش بدلا من ذلك بمقدار 435 ألف برميل يوميا.
وبالنسبة للعام الجاري بأكمله، سيحد الفيروس من نمو الاستهلاك العالمي من النفط بحوالي 30 بالمئة ليصل إلى 825 ألف برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ عام 2011.
وستكون الآثار أشد من تلك التي سببها فيروس سارس نظرا لأهمية الصين المتزايدة واندماجها في الاقتصاد العالمي.
وتسبب تفشي الوباء في إغلاق شركات، ودفع إلى فرض حجر صحي على عشرات الملايين في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وشكلت الصين حوالي 75 بالمئة من الطلب على النفط العام الماضي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، التي تقدم مشورتها إلى معظم الاقتصادات الكبرى.
وفي وقت سابق الأسبوع الجاري، خفضت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة توقعاتها للطلب بسبب تفشي الفيروس. وخفضت الإدارة توقعاتها لاستهلاك النفط والسوائل البترولية على مستوى العالم بمقدار 880 ألف برميل يوميا.
وانخفضت أسعار النفط الأمريكي في العقود الآجلة بنسبة 17 بالمئة، حيث يجري المتعاملون تقييمات لآثار المرض. ومن المستبعد أن يستفيد المستهلكون من تراجع أسعار الوقود نظرا لأن المرض سيحدث ضررا على كامل المشهد الاقتصادي على نطاق أوسع، حسبما قالت وكالة الطاقة الدولية.