الظلام المخيم على كل الأنحاء كاد أن يغيب رويدًا رويدًا، ليبزغ فجر يوم جديد، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لأسرة حدائق الأهرام، الذي قرر ألا ترى أسرته النهار، في مشهد تقشعر له الأبدان، دارت أحداثه في "عش الزوجية".
المكان حدائق الأهرام في أحد العقارات السكنية، والزمان وقت الفجر من اليوم الأحد، حيث دارت أحداث المشهد الدامي حيث أقدم رب البيت، على قتل رفيقة دربه وفتاة أحلامه، وثم قرر الانتحار بالقفز في المنور وهو يحتضن ابنته الرضيعة، ولكنه ترك لغزًا محيرًا في طفله الثاني الذي تركه نائمًا في غرفته ولم يقدم على قتله، ليتحول المشهد إلى أقصى أنواع المأساة، فجثة الأم في البلكونة، والأب لفظ أنفاسه في المنور وبجانبه ابنته الرضيعة.
إقرأ أيضًا.. ننشر أول صورة للأب المقتول في مذبحة حدائق الأهرام
طفل صغير استيقط من نومه العميق، لم تزعجه والدته وتوقظه من نومه كعادتها، حيث خرج من غرفته ليصطدم بالمشهد المأساوي الذي كانت فيه والدته جثة هامدة، لتتحول حالة الطفل إلى صراخ وبكاء شديد: "الحقوا ماما.. الحقوا ماما"، على الفور هرول الجميع إلى الشقة ليجدوا الزوجة قد رحلت عن الدنيا، بينما ظلوا يبحثون عن بقيت الأسرة، حتى عثروا عليه في المنور.
على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، وأفادت التحريات التي أجرتها المباحث، أن السيدة لقيت مصرعها بكوفية ملفوفة حول عنقها وملقاه في البلكونة، والأب ملقى في المنور برفقة صغيرته، وذلك خلال التحريات التي استغرقت قرابة 16 دقيقة في تمام الخامسة، فجر اليوم.
إقرأ أيضًا.. التحقيقات تكشف سبب نجاة طفل مذبحة حدائق الأهرام من الموت
التحريات ذاتها التي أجريت أكدت أن منافذ الشقة المكونة من 3 غرف والواقعة في الدور الرابعة سليمة، وأن الضحايا هم: الزوجة "إيمان م" البالغة من العمر 35 عامًا، مقتولة خنقا بكوفية، وملقاة في البلكونة، والزوج "أشرف ص" صاحب الـ 45 عاما- مقاول، وابنته الرضيعة "نجوى" 9 أشهر جثث في منور العقار، مصابون بكسر في الجمجمة".
النيابة انتقلت إلى مسرح الجريمة بعد تحريات المباحث، حيث أمرت بالتحفظ على كاميرات المراقبة التي في المكان، وذلك لتفريغها لبيان عما إذا كان أحدًا دخل أو خرج من العقار في وقت معاصر للجريمة لفحصه ومناقشته، أيضا ناظرت النيابة الجثث الثلاث، وقررت عرضها على الطب الشرعى لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة.
إقرأ أيضًا.. بسبب 20 مليون جنيه.. مباحث الجيزة تكشف لغز مذبحة أسرة حدائق الأهرام
في الوقت ذاته بدأت مناقشة الشهود والجيران الذين أكدوا سماع أصوات "مشاجرة" بين الأب وزوجته، في الساعات الأولى من صباح اليوم، وبعدها بفترة قصيرة سمعوا صوت الطفل الذي كشف عن الجريمة، بينما تضاربت أقوال آخرى بأنهم شاهدوا أشخاص غرباء، ليسوا من سكان العقار دخلوا وخروجوا من العقار في وقت معاصر للواقعة، وتفحص قوات الأمن ما جاء على لسان الشهود.
سلامة منافذ الشقة وعدم ظهور أي علامات عنف، رجحت أن الزوج هو الأقرب إلى ارتكاب الجريمة، وأكدت أنه بعد أن قتل زوجته تخلص من حياته فقز هو الآخر، ليسقط جثة هامدة، ورجحت التحريات أن الزوج يمر بحالة نفسية سيئة ونفذ الجريمة، نظرا لتراكم الديون عليه.
في الوقت ذاته باشرت النيابة العامة التحقيق مع الطفل الناجي من الواقعة، والذي أكد أنه كان نائمًا ولم يشعر بأي شيء، وأنه استيقظ وجد والدته مقتولة في الشقة ولم يعثر على والده وشقيقته الرضيعة، وعلى الفور بدء بالصراخ حتى سمعه الجيران وهرولوا إليه في الشقة ووجدوا جثة والدته، وعقب البحث عثروا على الطفلة ووالدها في المنور.
إقرأ أيضًا.. بالصور.. القصة الكاملة لمذبحة حدائق الأهرام
والتحريات أفادت، أن رب الأسرة كان عليه ديون بلغت 20 مليون جنيه ويستحق الدفع أحد أقساط تلك الأموال غدا الاثنين، إلا أنه لم يستطيع التصرف فى المبلغ وخوفا على أسرته أقدم على خنق الزوجة ثم قتل نفسه، فيما اكد شهود عيان، أن المجنى عليه قبل مجيئه إلى منطقة حدائق الأهرام كان يقيم فى منطقة المرج، ويملك مكتب استثمار عقارى، وخلال هذه فترة جمع مبالغ مالية ضخمة من المواطنين بلغت ملايين الجنيهات، على اثر توظيفهم فى مجال العقارات، مقابل أرباح شهرية، ولكنه بعد فترة لم يستطيع سداد تلك الأرباح.
أضاف الشهود، أنه مع عدم استطاعة المتهم سداد الأرباح، وملاحقته من قبل عدد كبير من المواطنين من موظفي الأموال، قرر ترك المنطقة والاختفاء فى منطقة حدائق الأهرام، فتوجه إليها بصحبة زوجته وابنته، إلى أن تم العثور على جثته وأفراد أسرته صباح اليوم الأحد.