نشهد في هذه الأيام، الاستعدادات الخاصة باحتفالات الذكرى التاسعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث يحتفل الشعب المصري بواحدة من أهم الثورات التي كان لها تأثيرها في تغيير شكل المنطقة كلها.
وبعد سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، تحاول دائما الظهور في المشهد باتباع كافة السبل التي تمكنها من إحداث الفوضى داخل أرجاء الدولة، ولكن دائما ما تنفضح النوايا الخبيثة للجماعة الإرهابية، ودائما ما تبوء محاولاتها بالفشل.
والآن وبعد مرور تسع سنوات على الثورة وهروب عناصر الجماعة الإرهابية ومؤيديها إلى خارج البلاد، ليتخذوا من تركيا وقطر مقراً للهجوم على الدولة، وبعد أن أصبحت ضعيفة لا حول لها ولا قوة، وبعد أن أصبحت ليس لها تأثيراً يذكر داخل المشهد، بدأت الجماعة في التصدع من الداخل، وذلك بعد الفضائح التي تشهدها منذ هروب أعضائها للخارج.
وبما يؤكد حقيقة ذلك التصدع، ما شهدته الـ72 ساعة الماضية، من فضائح متتالية للجماعة الإرهابية، فالمقاول الهارب محمد علي، وبعد ظهوره على كافة قنوات الجماعة الإرهابية، كشف من خلال تسريبه لحديث الواتساب الذي دار بينه وبين القيادي الإخواني ياسر العمدة، التمويلات التي تنعش قنوات الجماعة وأبواقها الإعلامية.
ثورة السبوبة
وتحدث الطرفان عن تفكير عناصر الإخوان الموجودين في تركيا، ونظرتهم الحالية لمصر، وكذلك التمويلات التي تصل إليهم.
ونصح الإخواني ياسر العمدة، المقاول محمد علي بالابتعاد عن عناصر جماعة الإخوان الموجودين في تركيا بسبب أن ثوريتهم تتمثل في كونها سبوبة، قائلا له: "الناس في تركيا من مصلحتهم أن السيسي يفضل موجود وهما عاملين سبوبة، وخدوا نص مليار دولار تمويلات ومقدروش يحركوا شعرة، وكمان أيمن نور بيعمل حركات ومش تمام هو ورجالته قنوات الإخوان في تركيا بتتمول بمليون دولار شهريا".
أبو دية الفلسطيني
المقاول محمد علي سأل ياسر العمدة عن الداعم والممول للإخوان في تركيا، قائلا: "عندك أيه يثبت أن الجماعة بتاعة اسنطبول حرامية وبتوع فلوس وخلاص، ليرد ياسر العمدة:"اللى بيجب الشنطة كل شهر اسمه عبد الرحمن أبو دية فلسطينى الأصل معاه الجنسية الإنجليزية واسم شهرته "أبو عامر" ادى معلومة على الماشي".
جماعة الحريم
وأكمل قائلا: "فيه غيرها كتير بس مش وقته يا صاحبى أنا مش هسيب اللى ساعدوا السيسى يعمل فينا كده عشان سبوبتهم تستمر على حساب بلد كاملة، مش هنسى انى لما اعتقلت زوجتى واعتصمت أمام القنصلية موقفش معايا عشرة من كل الكلاب دول".
وأكمل ياسر العمدة حديثه، قائلا: "بالرغم من أنى دعيتهم يطلعوا عشان بناتهم المعتقلة مش عشان مراتى والحمد لله أنا طلعت راجل وخلصت مراتى غصب عن التخين فى مصر وهما هيفضلوا زى الحريم".
تجارة الفيديوهات
وما يؤكد ذلك أيضا، عندما أطلق طارق قاسم، أحد مقدمي البرامج بقنوات الإخوان الإرهابية، فيديوهين فضح خلالهما القائمين على ملف الإعلام الإخوانى منذ ثورة 30 يونيو، وأظهر كيفية استغلال الأحداث منذ عام 2013 وحتى الآن، من قبل القيادات الفاسدة للجماعة لتحقيق ثروات طائلة دون النظر إلى البلاد أو الوطنية واستغلال الشباب الإخوانى لتحقيق أهدافهم الشخصية دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى.
طارق قاسم اعترف في فيديوهاته، أن قناة الجزيرة مباشر مصر، وزعت على عدد كبير من الشباب كاميرات من أجل تغطية المظاهرات التي تنظمها الجماعة الإرهابية، وتم استغلال الشباب من قبل اللجنة الإعلامية للجماعة لتصوير الفيديوهات، ليتولوا هم بيعها إلى قناة الجزيرة مباشر بالدولارات واحتكار تجارة الفيديوهات، وإلقاء الفتات للشباب بالجنيه المصرى، وسرقة معظم هذه الأموال أيضا من قبل اللجنة الإعلامية للجماعة الإرهابية.
إعلام كيد النساء
وقال طارق قاسم، إنه كان يقدم برنامجا على قناة مكملين، وتم إيقافه قائلا: "مدير القناة فى مكملين، استدعانى من أجل إيقاف البرنامج وتم تحويلى إلى مذيع أخبار، دون أى تفسير منطقى، وقدموا لى تفسيرات سافلة، وانحرف البرنامج عن مساره، حتى تم إيقاف البرنامج بشكل نهائى، بعد خروجى من القناة.. قناة مكملين تعتمد على إعلام كيد النسا وشغل المصاطب، رغم المصاريف الكبيرة والكل فى الإعلام الإخوانى الموجود فى اسطنبول يعلم صدق كلامى تماما"، وتابع طارق قاسم أنه بدأ فى برنامج جديد عن عروض الصحافة، ورغم نجاح البرنامج تم إيقافه أيضا.
ليس لهم في السياسة
وواصل طارق قاسم كشفه لفضائح مكملين، قائلا: "ليس لهم في السياسة والإعلام والصحافة، اللى فى مكملين ناس فى حاضنة، وأبعد ما يكون عن الإعلام، دول شوية مراهقين".
ووجه طارق قاسم رسالة إلى مدير مكملين الذي تغول اقتصاديا بشكل كبير وفق كلامه، قائلا له: "من أين لك هذا؟! .. صحفيين كبار قاعدين فى تركيا.. وأنت تملك الفيلات والمصانع"، مؤكدا أن هذا الوضع والمنظومة الإخوانية خطر على مصر وأمنها القومى، ووجه رسالة للإعلاميين فى قنوات الإخوان: "كفاية تمثيل على الناس، أنتم تظهرون أمام الشاشات لتقولوا أنكم ضد النظام فى مصر، وأنتم صامتون على الفحش الإعلامى الإخوانى".
وائل غنيم و"تجار الغضب"
وفي سياق آخر، أثار الناشط وائل غنيم، ضجة بعدما أعاد تفعيل صفحة "كلنا خالد سعيد" التي يعتبرها كثيرون الشرارة الأولى لانطلاق الثورة.
وبعد توقف دام أكثر من سبع سنوات، نشر غنيم سلسلة تدوينات على صفحة "كلنا خالد سعيد" تدعو إلى تجنيب البلاد الدخول في الفوضى، واصفا الداعين إلى احتجاجات شعبية بالتزامن مع ذكرى الثورة بـ "تجار الغضب".
ولم يكتف غنيم بتلك التدوينات، بل بث مقطع فيديو يتحدث فيه عن الاحتفال بعيد الشرطة بدل إحياء ذكرى ثورة يناير.
وحاول غنيم إقناع منتقديه بأنه المؤسس الوحيد للصفحة وبأن له كامل الحق في التصرف بها كما يشاء.
وصدم متابعو الصفحة بتصرف غنيم ووصفوه بـ "المستفز وغير المتزن".
ليجد وابلاً من التدوينات التي انتقدت تلك التدوينات التي وصفت بالمستفزة.
فقد شن المحلل السياسي ياسر الزعاترة هجوماً على غنيم قائلأ: "وائل غنيم يعتبر أن ثورة يناير " جهل" مسكين يمر بحالة اضطراب نفسي، ولا أحد يدري أي ضغوط يتعرض لها رغم وجوده في الولايات المتحدة".
وتابع: "مناضلو الصدفة.. حالة موجودة في سباق الاجتماع السياسي، بعضهم يثبت، وبعضهم يتهاوى سريعاً، ثورة يناير لم تكن جهلاً، كانت مصدر إلهام وستبقى كذلك".