"خناقة كل سنة"، يحتفل المصريون في الخامس والعشرون من يناير بعيدي الشرطة وثورة 25 يناير، إلا أن العيد الأول لا خلاف عليه، فلا يوجد مصري لا يحتفل بعيد الشرطة، الذي يأتي تخليدًا لذكري موقعة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية علي يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952.
في 25 يناير القادم تحل الذكري التاسعة لثورة 25 يناير 2011، والتي كانت علامة فارقة في تاريخ مصر السياسي المعاصر، فبعد 18 يومًا من المظاهرات دخلت مصر مرحلة جديدة عنوانها الرئيسى " انتصار إرادة الشعب"، هذه الثورة التي تشهد انقسامًا فهناك من يصفها بثورة شعبية أو من يصفها بأنها مؤامرة علي مصر.
ثورة يناير التي اختطفها جماعة الإخوان المسلمين، وجعلت هناك خلافًا دائما في كل ذكرى تمر على المصريين، فما بين هجوم البعض عليها، ومحاولات الجماعة المستمرة لإحياءها مرة أخرى تمر الذكرى، لتشهد تناقضًا حادًا، بين أطياف المجتمع، الأمر الذي وصل للاختلاف بين المشاركين في الثورة أنفسهـ، ليصفها البعض بأنها ثورة شعبية متكاملة الأركان، ومن يصفها بأنها مؤامرة هدفت لتخريب الدولة المصرية ومؤسساتها، لما حدث فيها من اعتداء على مقدرات الدولة ورجال الشرطة، وغيرها.
إلا أن الذكرى التاسعة مختلفة، فالخلاف أصبح بين من قاموا بالثورة أنفسهم، فمنذ أيام قلائل ظهر علينا "وائل غنيم"، والذي عُرف بأنه أحد رموز ثورة يناير، وشن هجومًا على قنوات جماعة الإخوان الإرهابية ليكشف تدليسهم وكذبهم وعدم مهنيتهم، بعدما اقتطعوا فيديوهات مداخلته على قناة مكملين بشكل لا يوضح الحقائق التى قالها خلال مداخلته على القناة الإخوانية، فيما توعدهم وائل بفضح ألاعيبهم وقذارتهم - حسب تعبيره – خلال الفترة المقبلة.
وكتب "غنيم" عبر حسابه على تويتر، "حركة ... أوى فى قناة مكملين.. تقطعوا الفيديوهات بالشكل القذر ده وتشيلوا الفيديو الكامل.. أنتم مكملين شكلكم معانا لسه.. فصبر جميل يا مُدعى الدين".
لم تمر على أزمة "غنيم" مع "مكملين"، سوى أيام حتى ظهر المقاول الهارب محمد علي وكشف عن محادثة بينه وبين الأخواني ياسر العمدة أحد قيادات الإخوان الهاربين في تركيا، يفضح فيها رموز الجماعة التي اختطفت الثورة، يتحدث فيه الطرف عن الأوضاع في مصر، وعن الهارب أيمن نور، وكذلك دور الإخوان في تركيا، وتحريضهم على النظام في مصر.
وسأل المقاول محمد علي ياسر العمدة عن الداعم والممول للإخوان في تركيا، قائلا: "عندك أيه يثبت أن الجماعة بتاعة اسنطبول حرامية وبتوع فلوس وخلاص".. ليرد ياسر العمدة: "اللى بيجب الشنطة كل شهر اسمه عبد الرحمن أبو دية فلسطيني الأصل معاه الجنسية الإنجليزية واسم شهرته "أبو عامر" أدي معلومة على الماشي"، لتمر الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير، وسط خلافات وهجوم من النشطاء على الإخوان والعكس.
ديباجة الدستور أكدت أن ثورة "25 يناير - 30 يونيو" ، هي ثورة فريدة بين الثورات الكبري في تاريخ الإنسانية، بكثافة المشاركة الشعبية التي قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق، وبتجاوز الجماهير للطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية، وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهي أيضا فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معا.
الإعلامي أحمد موسى، قال في برنامجه "على مسئوليتي"، والمذاع على قناة صدى البلد، أمس إن أحداث 25 يناير عام 2011، من أصعب وأمر الأوقات التى مرت على مصر ولا أحد ينسى ما مرينا به من خوف ورعب وتخريب فى المنشأت والممتلكات العامة.
وتابع "لن نحتفل إلا بعيد الشرطة فقط، ولن ننسى مشهد المجرمين وهم يقذفون عناصر الشرطة بالمولوتوف"، مشيرا إلى أن المخربون أشعلوا النيران في 4 آلاف سيارة شرطة في 28 يناير عام 2011.
وأضاف موسى"تنظيم الإخوان الإرهابي نزل إلى الشوارع في 25 يناير لتخريب البلد"، مشيرًا إلى أن عناصر الإخوان كانت تحمل أسلحة في ميدان التحرير، مشيرًا إلى أنه لولا ثورة 30 يونيو لم تخطينا أيام 25 يناير بكل ما تحمله من ذكريات أليمة وتخريب، معقبا:"الحمدلله على نعمة الأمن والاستقرار كان زمانا زى الدول اللى بتروح برلين وجنيف تحل مشاكلها".
واختتم موسى: "لا نحتفل فى 25 يناير سوى بعيد الشرطة ومفيش حاجة اسمها ثورة دى كانت مؤامرة من جماعة الإخوان".
في المقابل يواصل أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وعلى رأسهم الهارب أيمن نور، رئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية، مخططاته الخبيثة ضد مصر، والتحريض الدائم والمستمر ضد الدولة المصرية وقياداتها بهدف إشاعة الفوضى في البلاد، حيث أصدر بيانًا اليوم الإثنين، بما أسماه «بيان مجموعة العمل الوطني المصري.. يناير شهر الثورة والحرية والتغيير»، زاعمًا فيه أن الثورة لم تكتمل بعد، وأن هناك توافقًا بين من سماهم الجماعة الوطنية المصرية على إرادة التغيير.
وثمن بيان الهارب أيمن نور، الدعوات الخبيثة الصادرة من الهاربين في قطر وتركيا للتظاهر وإشعال الفوضى في البلاد مع ذكرى 25 يناير، مطالبًا بأن تكون تلك الأيام بداية لانطلاقة شعبية هادرة لا تستقر حتى تحقق الثورة جميع أهدافها.
لتمر الذكرى التاسعة لـ 25 يناير، وسط نفس الحالة بين الإشادة والاتهام، وبين التخوين والمؤامرة.