تقدم شباب جمعيتي بالتماس إلى الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، للموافقة على عمل استعاضات مشروع جمعيتي من فوع الجملة بالمدن وليس من الإدارة في المحافظات، حيث أن الذهاب مرهق وصعب خصوصاً في المحافظات الكبيرة، كما أن الإدارات بالمحافظات لا تستوعب كل شباب جمعيتي، بعد إضافة منافذ المرحلة الثانية وبعض من المرحلة الثالثة، كذلك توجد أكثر من حالة وفيات من شباب جمعتيي بسبب الذهاب إلى مقر الإدارة.
كما تقدموا باقتراح بأن يتم عمل الاستعاضات من فروع الجملة من يوم 1 إلى يوم 25 من الشهر على أن يكون هناك محاسبة شهرية بمقر الإدارة بالمحافظات من يوم 26 إلى يوم 30 أو31 حسب الشهر.
وتأتي تلك الخطوة، بسبب التعنت الذي وجدوه من الشركات، والتي لم تستجيب لهم على الإطلاق، مما دفعهم لاتخاذ تلك الخطوة، بعد أن ضاقت بهم السبل.
نظام مختلف
تحدث علاء أبو الفوارس، أحد قيادات شباب جمعيتي بمحافظة سوهاج، مشيراً إلى آن نظام صرف الاستعاضات بالنسبة لمشروع جمعيتي، يختلف عن نظام الصرف بالنسبة لبدالين التموين، مشيراً إلى أن البدالين يستطيعون بسهولة وبدون أي مشكلة صرف استعاضتهم من خلال مكتب التموين في المدينة التي هم هم فيها.
وأضاف "أبو الفوارس"، أن الأمر مختلف بالنسبة لنا كشباب جمعيتي، الأمر الذي يفرض عليهم الذهاب إلى مقر الشركة، والتي لها مقر واحد في كل محافظة يكون في عاصمة المحافظة نفسها.
اتساع المحافظة
وأشار إلى أن ذلك الأمر أصبح بمثابة مشكلة كبيرة، فمن البدالين من يتكلفون مسافة تصل إلى 100 كيلو ذهاباً وإياباً بسبب اتساع المحافظة كمحافظة قنا على سبيل المثال التي بها أكثر من 300 منفذ، فأصبح الأمربمثابة رحلة سفر، ليس هذا فقط، بل وصل الأمر إلى حد الوفاة، وآخرها أحد الزملاء الذين وافتهم المنية مؤخراً في حادث على الطريق وهو في طريقه لصرف الاستعاضة بمحافظة كفر الشيخ، وحالة أخرى في محافظة سوهاج توفت الحالة أمام مكتب الاستعاضة.
وواصل: "الأعمار بيد الله، لكن ما الذي يمنع من أن يتم صرف الاستعاضة في فروع الجملة التابعة للشركة داخل المحافظة"، مؤكداً على طرح هذا الأمر في العديد من الجهات، أولهم محمد عاطف مدير الشركة المصرية، وفي اجتماع الشركة القابضة أمام مديري الشركات وأمام نائب رئيس الشركة القابضة نفسه.
وتابع: "وبعد العديد من المحاولات، اضطررنا كشباب للتقدم بالتماس إلى الوزارة نفسها، حتى يتم إجبارهم على تنفيذ القرار وفي انتظار الرد منها، على الرغم من الأمر تنظيمي داخل الشركات نفسها، وذلك بعد وعودهم المتكررة دون أي تنفيذ على أرض الواقع، خصوصاً أن الوزارة لم تحدد المركز يتم الصرف منها".
وأكد أن الأمر أصبح مملاً جداً، متابعا:" والمشكلة أنهم عند الصرف يعطوننا أعذاراً قبيحة، فيدعون أنهم ليس لديهم ثقة في الموظفين في فروع شركات الجملة".
حبس سنة
وأشار إلى أن هناك من أصحاب المشروع ليسوا مقتدرين على تشغيل عمالة معهم في المشروع، فمشوار الاستعاضة سيضطرهم لإغلاق المنفذ الخاص بهم في هذا اليوم، ويمكن أن يمر مفتش التموين ويسجل ضدهم محضر إغلاق، مشيراً إلى أن ذلك الأمر قد تسبب له في أن تم الحكم عليه بالحبس لمدة سنة وغرامة 10 آلاف جنيه في محضر إغلاق بسبب رحلة الاستعاضة، ولكن تم تلافي الأمر بحصولة على البراءة بعد ذلك.
وكشف أن رحلة الاستعاضة قد تستغرق 4 مرات بحد أدنى، وتزداد لتصل إلى 8 مرات شهرياً وفقاً لمبلغ الاستعاضة، فيكون هناك إجبار على السفر 100 كيلو ذهاباً وإياباً فقط ليتم "إمضاء ورقتين فقط"، والمشكلة أن المخزن الذي يتم صرف السلع منه به موظفين يمكن استغلالهم في ذلك.
انعدام التنظيم
من جانبه، قال هاني سلو أحد قيادات شباب جمعيتي بمحافظة أسيوط، إنه لا يوجد أي تنظيم على الإطلاق داخل مكاتب عمل الاستعاضات، كما أنه لا يوجد أي اهتمام من قبل الموظفين الموجودين في الشركة، فإذا لم يتواجد الموظف المختص، فالموظف الآخر يمتنع عن الصرف بسبب عدم تواجد الأول.
وتابع "سلو" في تصريح خاص لبلدنا اليوم:" ففي الأسبوع الماضي، وفي غياب الموظف المختص بعمل الاستعاَضة، وقعت مشكلة شخصية بالنسبة بسبب تعرض والده لوعكة صحية ودخوله في المستشفى ولم يستطع القدوم، ولم يكن هناك بديلاً له، خصوصاً بعد أن اضطر لكي يصل إلى المقر الرئيسي للشركة بالمحافظة مستغرقاً مسافة لا تقل عن 24 كيلو هو وزوجته الحبلى التي يعتبر المشروع باسمها، والذين يرفضون أن يعطوه الاستعاضة بدلاً منها خصوصاً أن لديه توكيل يسمح له بذلك، حيث لا يتم التعامل في التوكيلات إلا مع المدير المسؤول".
"جمعيتي" توريط للشباب
وأكد أن مشروع جمعيتي في أسيوط هو توريط للشباب وليس حلاً لمشاكلهم أو مساعدة لهم، مشيراً إلى أنه يضطر لعمل الاستعاضة صرفها في ثلاثة أيام متواصلة بسبب مبلغه الصغير لا يتعدى 43 ألف جنيه، وهذا الأمر يضطره لكي يؤجر سيارة تتكلف 150 جنيه ذهاباً وعودة، مطالباً بأن يتم توفير تلك المواصلات وعمل الاستعاضة في الأفرع داخل مدن المحافظة بدلاً من المقر الرئيسي.
وواصل: "هذا المشروع أصبح تهديدًا لكل أحلام الشباب ولا يشكل لهم أي مصلحة على الإطلاق، فأصبح بمثابة عبء كبير عليهم".
يأتي هذا، فيما قال مصدر مسؤول بالشركة المصرية لتجارة الجملة في محافظة سوهاج، إن استعاضات التموين بالمحافظات تنقسم إلى شقين، فبالنسبة لشباب جمعيتي فالأمر صعب جداً عليهم لكي يقوموا بعمل الاستعاضات الخاصة بهم، فأولا الإدارة نفسها مكانها ضيق جدً، والمكان غير آدمي بالمرة، ثانياً هناك مسافات كبيرة بين المراكز داخل المحافظة.
زيادة الموظفين
وأشار في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن هناك حلين، أولهما هو أن الشركة نفسها تزيد من عدد الموظفين، فهناك عجز لدينا في الموظفين بالأفرع، فإذا تم عمل الاستعاضات لشباب جمعيتي في الفروع، فهذا الأمر سيتطلب زيادة الموظفين، وهذا الأمر حالياً غير متوفر، أو هناك أمراً آخر ففي محافظة سوهاج على سبيل المثال هناك 3 موظفين يتم التبادل بينهم في مراكز المحافظة، وهذا يمكن أن يؤدي الغرض إلى حدٍ ما.