بث المرصد السوري لحقوق الإنسان مقطع فيديو يظهر فيه عشرات المرتزقة السوريين الموالين لتركيًا، على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية الأفريقية أثناء توجههم إلى القتال في ليبيا.
وأوردت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير لها، رصدته وترجمته "الساعة 24" الأربعاء الماضي، أن هناك دفعة جديدة من الإرهابيين السوريين الموالين للرئيس التركي تم نقلهم نهاية الأسبوع الماضي عبر طائرة الخطوط الأفريقية “إيرباص 320 “ من تركيا إلى طرابلس للانضمام لبقية المرتزقة الذي يتم جلبهم من الشمال السوري للقتال ضمن قوات حكومة فائزالسراج بمرتب يبلغ 2000 دولار شهريًا.
وأظهر في مقطع الفيديو صوّرا من داخل إحدى الطائرات المدنية التابعة للخطوط الجوية الأفريقية عشرات المرتزقة السوريين، وهم بلباسهم العسكري، داخل الطائرة.
وبيّن المقطع عشرات المرتزقة السوريين، بعدد تقريبي يتراوح بين 150 – 200 مقاتلاً، حيث حرص البعض منهم على تغطية وجهه منعًا للتعرّف على هويته.
وذكرت مصادر محليّة أنه تمَّ إرسال 500 عنصرًا، خلال الأيام القليلة الماضية، ضمن الدفعات التي يتم إرسالها تباعًا للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة “الوفاق” الليبية؛ المدعومة تركيًا.
هذا ويسلك “المرتزقة” الطريق الذي مرّت منه الدفعات السابقة، والذي يبدأ من مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، باتجاه معبر حور كلس العسكري، ومنه إلى مطار غازي عينتاب وبعدها إلى الأراضي الليبية عبر طائرة مدنية.
وقالت مصادر في الجيش السوري الحر: “إن المقاتلين وقعوا عقودًا مدتها ستة أشهر مباشرة مع حكومة السراج، وليس مع الجيش التركي، مقابل 2000 دولار (1500 جنيه إسترليني) شهريًا – وهو مبلغ ضخم مقارنة بـ 450- 550 ليرة تركية (52 جنيه إسترليني – 72 جنيه إسترليني) شهريًا كانوا يكسبونها في سوريا. كما تم وعدهم بالحصول على الجنسية التركية، وهي الجزرة التي تستخدمها أنقرة للتملق للمقاتلين في الألوية على جدول رواتبها لعدة سنوات.
وتدفع تركيا أيضًا الفواتير الطبية للجنود الجرحى، وهي مسؤولة عن إعادة القتلى إلى سوريا. وقد توفي أربعة سوريين على الأقل في ليبيا بالفعل، ويمكن لصحيفة الجارديان التأكيد على ذلك، على الرغم من أن وحداتهم قالت إنهم ماتوا أثناء تواجدهم في الخطوط الأمامية ضد القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.
وفي الشهر الماضي، ظهرت لقطات هاتفية على وسائل التواصل الاجتماعي لرجال يتكلمون بلهجات سورية في طرابلس، حيث قال أحدهم: “الجيش السوري الحر موجود في ليبيا للدفاع عن الإسلام”، في حين قال رجل سوري آخر: “لقد حررنا هذا المعسكر بأكمله من «قوات حفتر»”.
وأثارت اللقطات التساؤل من قبل الكثيرين الذين تعجبوا كيف ولماذا انتهى الأمر بعيدًا عن الوطن بالرجال السوريين – الذين لا يزالون اسميا يقاتلون في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام ضد الأسد، في الوقت الذي نفت كل من أنقرة وطرابلس مرارًا وتكرارًا وجود مقاتلين سوريين في ليبيا، كما فعل الجيش السوري الحر. تدرك صحيفة الجارديان أن المقاتلين السوريين في البلاد مُنعوا منذ ذلك الحين من نشر أي دليل على مكان وجودهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا أرسلت حتى الآن 35 جنديًا فقط إلى طرابلس بصفة استشارية. وعلى عكس التوغل في أكتوبر الماضي في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، فإن التدخل في ليبيا لا يحظى إلا بدعم ضئيل من الجمهور التركي، لكنه بعد حديثه يوم أمس الثلاثاء، بعد أن غادر حفتر المحادثات في موسكو دون الموافقة على وقف لإطلاق النار، قال إن تركيا لن تمتنع عن “إعطاء درس يستحقه” للجنرال حفتر.