كشفت دراسة جديدة أن "غاز الضحك"، يخفف من أعراض الاكتئاب خلال ساعتين فقط، ولا يترك آثارا جانبية كما تفعل مضادات الاكتئاب.
وشملت الدراسة 20 مريضا لم يستجيبوا إلى مضادات الاكتئاب المختلفة، كما استجيبوا لعلاج "الغاز المضحك" واستمرت الفائدة لعدة أيام.
وفي حين تعمل مضادات الاكتئاب عادة عن طريق زيادة مستويات المواد الكيميائية في المخ التي تشعر بالراحة مثل السيروتونين أو الدوبامين، فإن الكيتامين وأكسيد النيتروز يعملان على مادة كيميائية مختلفة في المخ تعرف بالغلوتامات.
ويعتقد أن الاكتئاب قد ينتج جزئيا عن زيادة في الغلوتامات، ما قد يعطل كيفية تواصل خلايا الدماغ مع بعضها البعض.
ويمكن أن يمنع الكيتامين الآثار السلبية للغلوتامات، لكن عيبه هو أنه يسبب أيضا عددا من الآثار الجانبية غير السارة بما في ذلك الهلوسة والرؤية المضطربة، وهناك مخاوف بشأن استخدامه تقول إنه قد يؤدي إلى الإدمان.
واكتشف الباحثون الآن، أن أكسيد النيتروز يعمل أيضا على الغلوتامات، ولكن بطريقة مختلفة قليلا، ومن المأمول أن يكون له آثار جانبية أقل.
وقارنت الدراسة التجريبية التي أجرتها جامعة واشنطن في الولايات المتحدة، آثار مزيج أكسيد النيتروز والأكسجين مع الدواء الوهمي على المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، والذين استنشقوا الغاز لمدة ساعة تقريبا، في مستوى الجرعة المماثلة لتلك التي يستخدمها أطباء الأسنان كمسكنات.
وأظهرت النتائج أن واحدا من كل ثلاثة مرضى، ممن جربوا في السابق ثمانية مضادات للاكتئاب في المتوسط دون نجاح، استجابوا للعلاج الجديد.
وتحسنت الأعراض لدى المرضى في غضون ساعتين، في حين أن مضادات الاكتئاب التقليدية قد تستغرق شهرين حتى يكون لها تأثير، ولم يكن هناك أي آثار جانبية.
ويتم الآن تجنيد أكثر من 200 مريض يعانون من أنواع مختلفة من الاكتئاب للمشاركة في خمس تجارب سريرية في جامعات واشنطن وشيكاغو وغيرها من المراكز، حيث يستنشق المشاركون إما أكسيد النيتروز (المعروف باسم غاز الضحك) أو غازا وهميا مزيجا من الأكسجين والهواء، مرة واحدة في الأسبوع لمدة ساعة على مدى أربعة أسابيع، للتأكد من مدى فعالية العلاج بـ"غاز الضحك" بشكل أكثر دقة.