هناك الكثير من الأسرار الخفية وراء سعى أردوغان الدؤوب من أجل السيطرة على ليبيا والتدخل بها، بالرغم من الخسائر الكبرى التي قد يتلقاها خاصة وأنّ الأوضاع الاقتصادية في بلاده ليست على مايرام، كما أنّ المعارضة هي الأخرى تثور عليه مما يضع أمامه الكثير من الأزمات، لكن ومبالرغم من ذلك إلّا أنّ ىأردوغان يعمل جاهدًا لإثارة الحرب في ليبيا، وبدا هذا واضحًا خاصة بعد نقله لمئات الجنود المرتزقة والتابعين لميليشيات إرهابية كانوا يقاتلون في سوريا إلى ليبيا، حسبما كشفت العديد من المصادر الليبية وعلى رأسهم الجيش الوطني الليبي، والذي أعلن أنّ تركيا نقلت إرهابيين إلى ليبيا قادمين من سوريا.
ليبيا بالنسبة لأرددوغان ليست فقط مجرد دولة بها عدة مشاكل سياسية مما دفعته للتدخل بطلب من أحد أبنائها، لكنّها بالنسبة للخليفة المزعوم فهي كنز وثروة لا يمكن التفريط به، فمن ناحية سيستطيع بالسيطرة على ليبيا السيطرة على آبار الغاز كذلك سيسيطر على عدة سواحل في البحر الأبيض المتوسط ولكن الأهم كان محاولة الخناق والتضييق على مصر بحدودها الغربية، فالصراع في بدايته على أشده خاصة وأنّ هناك العديد من المصالح الخاصة بدول عظمى لن تسمح لتركيا بتحقيق حلمها في ليبيا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
العديد من الكتاب والمختصين حول العالم كانت لهم آراء في سعي أردوغان للدخول إلى ليبيا بأنّ الخليفة المزعوم يعمل على إحياء السمات الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط.وبدأت أولى خطواته في هذا الأمر عن طريق إرسال مجموعات سورية تركمانية معارضة، قاتلت إلى جانب تركيا في شمال سوريا، من ضمن قوات برية وبحرية تركية إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة طرابلس، وبالرغم من أنّ هؤلاء المقاتلين السوريين أية فكرة عن ليبيا، ولا علاقة لهم بما يحارب الليبيون من أجله. ويتكون فيلق الشام الذي سوف يتم نشره من إسلاميين على صلات مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين. ولا يقاتل أولئك المرتزقة في سبيل الحرية، بل إن دوافعهم الإيديولوجية وطموحهم الإقليمي واضح تماماً.
المختصين وجدوا أنّ محاولة تركيا للسيطرة على ليبيا جاءت نتيجة القلق الذي أصابه خاصة بعد اكتشاف احتياطيات كبيرة للغاز في شرق المتوسط، حول اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل، الأمر الذي أدى لإثارة قلق تركيا الفقيرة بالطاقة.، وبسبب العديد من الاتفاقيات التي تتم في المنطقة بشأن الغاز، فإنّ تركيا تعمل على محاولة تخريب تلك الاتقافيات خاصة منتدى التعاون حول الغاز الذي تمت الدعوة إليه من تلك الدول مما أثار غضب أردوغان الشديد ووجد نفسه في مأزق الأمر الذي دفعه لمحاولة التدخل والسيطرة في ليبيا.
وبالرغم من محاولة أردوغان حشد أكبر عدد من المقاتلين في ليبيا، إلا أنّه تلقى صدمة من الدول العربية بعدما حاول استقطاب عددا من الدول بجواره لمساندته على رأسهم تونس والجزائر، إلّا أنّ محاولاتهم بالكامل بائت بالفشل بعد رفض الرئاسة التونسية الانخراط لتلك المؤامرة أو تأييد التدخلات التركية داخل الأراضي، ليعمل مجددًأ على استقطاب دول أخرى ومنها الجزائر إلا أن الفشل أيضاً كان حاضراً، وتركت عدم استجابة أى من الدول العربية، بل رفضها للتدخل التركي في ليبيا، رفقة دول غربية عدة، الرئيس التركي يصارع وحده في هذه المعركة التي بدا فيها معزولا عن المجتمع الدولي.