اكتسب المصريون بالفطرة حب رسل الله وآل بيته، واتخذوا من أضرحتهم ومقاماتهم أماكن يترددون عليها من أجل الحصول على بركتها، بالرغم من أنّ هناك الكثير من الشائعات التي طالت آل البيت تحديدًا في مصر، تلك الشائعات التي خرجت لتفيد أنّ معظم الأضرحة المتواجدة في مصر لآل البيت ليست خاصة بهم لكنّها مزيفة، إلّا أنّ المصريين لم يسمحوا لمروجوها أن تطال من قلوبهم أو أن تضعف من حيهم لآل البيت والتردد عليهم.
في مصر وتحديدا في القاهرة الكبرى هناك العديد من الأضرحة والقبور المنسوبة لآل البيت وأولياء الله الصالحين، وأبرزها مساجد السيدات زينب ونفسية ورقية، والأئمة الحسين وزين العابدين وغيرهم، وهناك أيضًا في المحافظات العارف بالله أحمد البدوي في طنطا وإبراهيم الدسوقي في الإسكندرية، لكن يبقى أشهر تلك الأضرحة هو ضريح الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما.
فمصر كانت تمثل مأوى لآل البيت وكل من واجه اضطهادا كان يأتى ليحتمى فى مصر، وأن العديد من الصالحين جاءوا ودفنوا هنا تباركا بها مثل الإمام أبو الحسن الشاذلى والسيد البدوى، كما أنّ الكثير من العلماء تحدثوا عن أنّ قبر الحسين رضي الله عنه يوجد به رأسه والتي عندما جاءت إلى مصر كان بها استقبالا كبيرا كاستقبال الفاتحين، تلك الرأس التي جاءت أثناء الغزو الصليبى، فى العصر الفاطمى بعدما نقلت من عسقلان الفلسطينية خوفا من نهبها ".
لكن وعلى مدار التاريخ يظل الاختلاف الأزلي قائمًا ألا وهو الخلافات الفكرية بين الصوفية و السلفية حول حقيقة وجود رأس الحسين في مصر ، حتى تفاقم الوضع إلى حد المطالبة بهدم الضريح الموجود في مسجد الإمام الحسين ، هذا المسجد الذي تأسس سنة 549 هجرية الموافق 1154 ميلادية ، في أواخر العصر الفاطمي بينما تأسست قبته سنة 634 هجرية ، الموافق 1237 ميلادية في أواخر العصر الأيوبي .
وانحصرت الآراء المختلفة في أن رأس الإمام الحسين يحتمل أن يكون مكان من 6 أماكن بالأرض هي ” المدينة المنورة – كربلاء – النجف – سوريا – مصر – فارس “.
فقيل أن رأس الإمام الحسين تم دفنها في البقيع إلى جانب أمه السيدة فاطمة الزهراء ، بينما جمهور المؤرخين يؤكدوا روايات كثيرة تفيد أن الرأس في دمشق ، فقد وصلت لدمشق من كربلاء وأهانها يزيد بن معاوية ثم دُفنت .
إلا أن هذا الرأي خاطئ لسبب بسيط أن نفس المؤرخين الذين قالوا أنها في دمشق ، اختلفوا أصلا في تحديد مكان دفنها ، قيل في حائط بدمشق ، وقيل في دار الإمارة ، وقيل في المقبرة العامة لدفن المسلمين ، وقيل داخل باب الفراديس ، وقيل بجامع دمشق ، وإختلاف الأمكنة المتعددة لمحل الدفن دليل الضعف المتتبع لأقوال أغلب مؤرخي الشيعة يرون ، أن الرأس ذهبت إلى يزيد بدمشق وتنكيلا بهم وتجنبا لثورتهم عليه فإنه رأى أن تُدفن الرأس بعسقلان ، وبعد زوال حكم يزيد رجعت إلى كربلاء وظلت هناك إلى الآن ، لكن هذه القصة وإن كانت منطقيةً عقلا ، لكن التاريخ وبالعقل أيضا يثبت خلاف ما ذكروه المتقبل عقلاً ، أنها كانت بعسقلان ومن عسقلان جاءت لمصر.