اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، حيث تناول روادها فيديوهات تحمل أعمال عنف وترهيب واحتجاز تصل للقتل والإعدام لمسلمي الإيجور في الصين.
وللحديث عن القضية المثارة الأونة الأخيرة لابد ألا نغفل بداية القصة، وفيما يلي قصة مسلمي الإيجور؛
تعود بداية القصة حينما ضمت السلطات الصينية مناطق تعرف تركستان الشرقية إلى أراضيها، وعرفت تلك المناطق بـ "تشينجيانج"، وتعني الحدود الصينية الجديدة، وأغلب سكانها من مسلمي الإيجور، وتفيد التقارير العالمية، أن الصين تحتجز فى المخيمات نحو مليون من الإيجور، إضافة إلى ذلك منعهم من إقامة بعض الممارسات والشعائر الدينية الخاصة بهم.
من هم الإيجور..
تعود أصولهم إلى الشعوب التركية، ويشكل الإيجور نحو 45% من سكان شينجيانج.
تبادلت السلطات الصينية والإيجور الاتهامات، حيث أكد مسلمي الإيجور أن السلطات تمارس التمييز والعنصرية بأسوأ صورها، في الوقت الذي اتهمت فيه الصين مسلمي الإيجور بالعصيان المدني بجانب القيام بأعمال تخريبية ناهيك عن مسلسل التآمر من أجل إعلان دولة مستقلة.
دواعي العنف ضد "الإيجور"
تعود القضية إلى عام 1949، تحديدًا بعد قيام جمهورية الصين الشيوعية، حيث بدأت حملات ممنهجة للترويج للإلحاد تجاه الأديان، واتبعت الصين عدة سياسات في التعامل مع المسلمين وبدأت تدريجياً.
مراحل السياسة الشيوعية ضد مسلمي "الإيجور"
- مرحلة "المهادنة والإرضاء" بين عامي 1949و 1958
- مرحلة الهوية تحويل الهوية الإسلامية إلى هوية شيوعية عبر موجة العنف الأولى بين عامي 1958و 1966
ولكن باءت المحاولات بالفشل ما دعا السلطات تعطيل الشعائر الدينية ومنع الحج بجانب إغلاق المعاهد الإسلامية.
ولعل أخطر المراحل جاءت مع انطلاق الثورة الثقافية ما بين عامي 1966و 1976، مرحلة اتسمت بالعديد من الجرائم لعل أبرزها؛ ممارسة العنف ضد رجال الدين وحرق المصاحف بخلاف تدمير المساجد وإغلاقها.
وانخفض عدد المساجد داخل شينجيانج من 20 ألفا إلى أقل من 500 مسجد.
إجراءات متشددة
تحولت الإجراءات داخل الصين مطلع أبريل عام 2017 إلى قوانين متشددة، نصت على أمر الموظفين في الأماكن العامة والمحطات بمنع النساء اللائي يغطين أجسامهن كاملة بما في ذلك وجوههن من الدخول، بجانب إبلاغ الشرطة عنهن.
وأمرت السلطات الصينية مسلمي الإيجور بتسليم جميع المصاحف وسجاجيد الصلاة وجميع المتعلقات الدينية، وإلا سيواجهون العقوبات، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
رد السفارة الصينية بالقاهرة
وأكد المتحدث باسم السفارة الصينية في القاهرة، چاو چى شيان، أن ما يحدث فى إقليم شينجيانج، تزييف وتشويه للحقائق على بعض وسائل التواصل الاجتماعى، موضحاً أن الهدف معروف بالنسبة للصين وهو الحرب ضد الإرهاب، وهو نفس الوضع الذى تمر به مصر.
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى، اليوم الأحد، فى مقر السفارة بحضور الوزير مفوض المستشار السياسى والإعلامي، لى دونج.
وقال شيان: "الصين تحترم حقوق المسلمين وكافة الأديان، مع حقوق الإنسان، ومع المسلمين وغيرهم من كافة الأديان، مشيرًا إلي أن هناك قوى داخلية "متطرفة" ضد الصين وشعبها، مضيفاً أن الصين بلد علماني وليس بلد صيني، وهناك من يتهمها بمهاجمة المسلمين، في حين أن عدد المساجد 25 ألف مسجد".
وأشار إلي أن عدد السائحين الذين قاموا بزيارة شينجيانج خلال العامين الماضيين 150 مليون سائح، ما يدل على استقرار الأوضاع الأمنية، مضيفاً أن بلاده لديها شراكة شاملة مع مصر، ويجب الاستفادة الثنائية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، لتطوير العلاقات إلى أعلى المستويات.