بعد 43 أسبوعا من الحراك المستمر داخل الجزائر، نجح الرئيس عبد المجيد تبون في حسم الانتخابات لصالحه بعد أسبوع ساخن ترقبت فيه جميع الأوساط السياسية والوسائل الإعلامية العربية والعالمية مستقبل بلد المليون شهيد.
وجاء إعلان نتائج الانتخابات الجزائرية، لتكون رسالة للشارع الجزائري تحمل الهدوء داخل مضمونها، ولكن وبعد ساعات من اعلان النتائج جاء الواقع على عكس التوقعات، حيث تظاهر الألآف في الشارع الجزائري ضد نتائج انتخابات الرئاسة الجزائرية، مما دعا العديد يتساءل هل يستطيع الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون تهدئة الأوضاع في الشارع الجزائري.
الاحتجاجات تتواصل ضد نتائج انتخابات الرئاسة الجزائرية
جاءت النتيجة التي أعلنت يوم أمس الجمعة، مخالفة لتوقعات الجزائريين في الداخل والخارج، واحتشد العديد من المواطنين داخل العاصمة الجزائرية، ومنطقة القبائل، وأمام قنصلية البلاد بمدينة ليون، لتعلن رفضها للنتائج التي أسفرت عن فوز عبد المجيد تبون بكرسي الرئاسة.
وجاءت ردود الأفعال الدولية سريعا عقب إعلان النتائج، حيث طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات الجزائرية بالحوار مع الشعب.
وتظاهر محتجون في جمعة جديدة من الحراك الشعبي، ضد إجراء انتخابات رئاسية قبل رحيل رموز نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مهددين بالتصعيد حتى بعد انتخاب تبون رئيسًا جديدًا للبلاد.
ولم يلتفت الرئيس الجزائري الجديد للمظاهرات التى خرجت منددة بفوزه بعد ساعات قليلة من تقلده مقاليد الحكم الجزائري، بل أظهر وعوده للشباب بدمجهم فى الحياة السياسية والاقتصادية وابدى استعداده بتغيير واقع الجزائر الحالى.
ماذا ينتظر "تبون"
عبد المجيد تبون، الذي حصل على ثقة أربعة ملايين و950 ألف جزائري، وأصبح ثامن شخص يصل إلى هرم الجمهورية، منذ استقلال البلاد سنة 1962 سيكون أمام ملفات عديدة تنتظره عليه التعامل معها أبرزها الحريات الديمقراطية، والفصل بين السلطات، ومحاربة الفساد، وإصلاح مواطن الخلل في كافة مناحي الدولة.
في الوقت الذي يرى فيه المراقبين، أن على تبون الدعوة لانتخابات برلمانية، تختار شخصيات جديدة، تتمتع بالكفاءة والسمعة الطيبة، وتكون قادرة على إخراج الجزائر من المشكلات التي يعاني منها.
وعود مبشرة للشباب
أكد الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون، الجمعة، أنه يمدّ يديه إلى شباب الحراك الشعبي، لأجل حوار شامل من أجل الجزائر.
ووجه المرشح الفائز رسائل تطمئن لكل الأطراف، بمن فيهم أنصار المرشحين المنهزمين ونشطاء الحراك الشعبي، لبناء ما وصفها "الجمهورية الجديدة".
وشدد تبون، في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد فوزه في الانتخابات، أنه سيعمل "جاهدًا لبناء جمهورية جديدة بأخلاق وآمال جديدة"، مبرزًا أنه "تأثر كثيرًا لحماس الشباب الفياض وثقتهم في شخصه".
وتعهد تبون الذي حسم نتيجة رئاسيات الخميس لصالحه، بأنه "سينحاز دومًا للشباب، لغرض إدماجهم الفعلي في الحياة الاقتصادية والسياسية".
ولم يتردد عبد المجيد تبون في توجيه خطابه وشكره إلى "المصوتين على المرشحين الآخرين ومعهم المقاطعين، وكذلك المنافسين الأربعة".
ونوّه الرئيس المنتخب بـ"نجاح قوات الجيش وقيادة المؤسسة العسكرية في تأمين الحراك الشعبي ومرافقته وحمايته حماية مطلقة، لإبعاد المؤامرات والمغامرات التي كانت تستهدف الجزائر".
وتعهد بمحاربة "العصابة وأذنابها" وفصل المال عن السياسة، وإقحام الشباب في العمل السياسي، وتعديل قانون الانتخابات، وعرض مشروع تعديل دستوري على الاستفتاء الشعبي.
إثارة الجدل
رفض الرئيس الجزائري المنتخب، عبد المجيد تبون، الجمعة، الرد على تصريحات "مثيرة" أدلى بها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب فوزه بالرئاسة.
وقال تبون، خلال مؤتمر صحفي في قصر المؤتمرات غرب العاصمة:"لن أعلّق على الرئيس الفرنسي، ولكنني أقول له انتخبني شعبي، والجزائر سيدة..".
وبدا أن ماكرون"غير مبتهج" بفوز عبد المجيد تبون بالانتخابات الرئاسية، إذ علّق على انتخابه رئيسًا للجزائر، بـ"دعوته إلى فتح حوار مع كافة أطياف الشعب.. حوار يجب أن يكون مفتوحًا بين السلطات والمواطنين".
وذكر ماكرون:"علمت، اليوم، أنه تم انتخاب تبون رئيسًا للجزائر بعد احتجاجات شعبية لم تشهدها البلاد منذ الاستقلال العام 1962..أدعو السلطات الجزائرية إلى التحاور مع الشعب الجزائري".
وخلافًا لقادة وملوك العالم الذين أبرقوا الرئيس الجزائري المنتخب برسائل تهنئة عقب انتخابات، الخميس، لم يوجه الرئيس الفرنسي أية رسالة تهنئة إلى عبد المجيد تبون.