حبة حفظ الغلال، أو ما يعرف بـ "الحبة القاتلة"، حبة صغيرة لا يزيد سعرها عن جنيهان ، استخدمها الراغبين في الانتحار، بشكل ملحوظ الأيام الماضية نظرًا لتوافرها وأسعارها الزهيدة وغياب الرقابة على صرفها.
تنتشر هذه الحبة في محافظات الوجه البحري، أطلق عليها هذا الاسم لاستخدامها في حفظ الغلال من الحشرات وسوء التخزين، ولكن نظرًا لغياب الرقابة على صرفها وانتشارها في محلات المبيدات استخدمها الراغبين في الانتحار كمادة سامة قاتلة .
مركب كيميائي شديد السمية
الدكتور هاني سامح الصيدلي، والخبير في الشأن الدوائي، قال إن حبة الغلة القاتلة، هي مركب كيميائي شديد السُمية يستخدم في إبادة ومكافحة حشرات الغلال والحبوب الزراعية، لأنه مبيد للقوارض ومبيد حشري ومُبخر للحبوب المخزنة.
وأضاف، أن بداية تداولها كانت سنة 1992، وتعد أخطر وأكثر طرق الانتحار والوفاة بالعالم، حيث أن اسمه العلمي فوسفيد الألومنيوم ويتفاعل عند ابتلاعه مع الماء بالجسم ليطلق غاز الفوسفين القاتل ، مشيرا إلى أنه لا يوجد علاج أو مصل لحالة التسمم بفوسفايد الألمونيوم ويتسبب في انهيار الدورة الدموية وفشل القلب وتسمم الكلى والكبد.
وأوضح "سامح" أن هذه الحبوب تباع في البقالات وصيدليات القرى، بالمخالفة للقانون في البقالات، بسبب انتشار الدخلاء على مهنة الصيدلة ومعدومي الضمير رغم هامشية وضآلة الربح من هذه الحبة.
شلل في الجهاز العصبي الحركي
ويؤكد الدكتور صبري الطويلة رئيس لجنة الحق في الدواء بنقابة الصيادلة، إن حبة الغلة القاتلة تستخدم لمنع تسوس تخزين القمح، فتباع في محلات المبيدات الحشرية ، وليس في الصيدليات أو العيادات البيطرية، فهي عبارة عن قرص يشبه حجم الجنيه الفضة، والمادة الموجودة به عبارة عن مشتقات من الفسفور عند تناولها تسبب نوع من أنواع الشلل في الجهاز العصبي المركزي بالإضافة إلى أعراض تشنجات في المعدة وترجيع يودي إلى وقف عضلة القلب، مشيرا إلى أنه يقدم على تناولها كل من يمر بضائقة أو اكتئاب ، كما أنها متعارف عليها في وجه بحري، الصعيد وجنوب الصعيد.
طرق إنقاذ المنتحرين
وأوض، أن رب البيت والمتواجد مع الحالة بعد تناولها الحبة، يجب أن يكون لديه ثقافة التعامل مع المادة السامة، بحيث أن يتم إعطاء من يتناول هذه الحبة أي مادة زيتية ، مثل زيوت الأكل أو الخروع التي تقلل امتصاص المادة وليس ما يشاع من تناول لبن أو بيض، لأن هذه المادة لها طابع خاص فهي لا تذو ب في الزيوت وبالتالي فإن الزيوت لا تعطي فرصة لانتشارها ووصولها للدم عن طريق جدار المعدة أو الأمعاء، بالإضافة إلى سرعة التوجه إلى أقرب مستشفى.
وأضاف عضو مجلس النقابة، أنه ليس لدينا ثقافة التعامل مع المواد السامة، كما أن هناك تشريع بالتعامل مع المواد الخطرة، بحيث أن يتمنع منع تداولها لأي طفل أو شخص غير بالغ.
موجود منذ سنوات
ويوضح حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن حبة الغلة القاتلة مبيد حشري مسموح بوجوده في محافظات مصر منذ سنوات ويتكون من فوسفيد الألومنيوم، يستخدمه الفلاحين في حفظ الغلال في الشون الكبيرة نظرا لرائحة الغاز التي تنتج عنها، مشيرًا إلى أن ضرورة وجود تشريع ينظم تداول المبيدات غير الآمنة غاية السمية.
صرف المبيدات
وأضاف نقيب الفلاحين ، أن سعر عبوة الغلة القاتلة يصل إلى نحو 320 جنيها وتحتوي على 160 حبة، سعر الحبة يصل لنحو 2 جنيهًا، مشيرا إلى أنها تتواجد في محلات المبيدات، ولكنها تباع بطريقة غير شرعية في منافذ أخرى، وبعد الضجة عليها مؤخرا تم تشديد الرقابة عليها، كما أن وزارة الزاعة أصدرت قرار بمنع بيع أي مبيد دون فاتورة.
وأضاف أن هناك مبيدات كثيرة لحفظ الغلال ولكن انتشار هذه الحبة، يرجع سهولة الاستخدام، كما أن من يتناول هذه الحبوب يمكن إنقاذه في غصون 60 دقيقة بعمل غسيل معدة ولكن بعد هذه المدة تكون عمليه الإنقاذ صعبة.