"حياتك تهمنا".. أوقاف بني سويف: الانتحار من الآثام والكنيسة ترفض الصلاة على المنتحر

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 | 01:55 مساءً
كتب : جمال عبد المنعم

في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة الانتحار بين الشباب من الجنسين، وتعود الأسباب كما رجح أساتذة علم النفس إلى الإكتئاب وعدم التكيف مع المحيط الخارجي والعزلة، بينما أكد علماء الدين الإسلامي والمسيحي أن وراء تلك الأفعال البعد عن الدين وضعف الإيمان.

في هذا الشأن، أطلق الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، مبادرة، "اوعي تستسلم حياتك تهمنا " لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والحد من الإنتحار.

وقال الدكتور منصور حسن، أن المبادرة تأتي لتقديم الدعم النفسي والإجتماعي وخدمات المساندة لانتشال أي شخص من دائرة الإحباط والفشل حتى لا يستسلم للإكتئاب أو الإنتحار، فالطلاب هم أبناءنا وحياتهم وكل أمورهم تهمنا كجامعة وكأفراد.

وأشار أن المبادرة تتضمن العديد من المحاور، كالندوات التثقيفية والتوعوية والانشطة الرياضية والتي ستُقام داخل وخارج الجامعة.

بينما أكد إنه، سيتم توفير وحدات إرشاد نفسي بها مختصين بكل مجمع في الجامعة وبالمدن الجامعية ليتحدث معهم الطلاب، مؤكدا هدفنا هو إبعاد الأفكار السلبية وتوفير جو من السرية والثقة والأمان لأي طالب عند عرض مشاكله مع المختص النفسي، ما يساهم في بناء شخصية الطالب ويضعه على الطريق الصحيح ليكون شخص ايجابي نافع لنفسه وللمجتمع.

وعن الأسباب التي تدفع الشباب إلى الإنتحار، استعرض الشيخ محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف ببني سويف، رأي الدين الإسلامي في ظاهرة الإنتحار، وأكد إن الإنتحار يعتبر من الآثام العظام والذنوب الكبار التي توعد النبي صلى الله عليه وسلم فاعلها بالعذاب الأليم، لأنه دليل على ضعف الإيمان، والمؤمن حقاً لا يقدم على الإنتحار مهما أصابه من بلاء الدنيا، ولذلك عد العلماء قتل النفس من كبائر الذنوب.

ودعا "أبو حطب"، لضرورة الرجوع للدين الذي يدعو للمحبة والفضيلة، فالأقدار بيد الله عز وجل.

وعن رأي الدين المسيحي في الإنتحار، قال، القمص أثناسيوس أن الانتحار خطيئة من الكبائر وقد جرمها الكتاب المقدس والدين والقانون أيضاً والكنيسة ترفض الصلاة على المنتحر لأنها في تلك الحالة تعد موافقة على تلك الجريمة وهذا أمر مستحيل .

وضرب أثناسيوس، أمثلة من الواقع على أهمية الرجوع للدين وعدم ترك الشخص نفسه صريع للأفكار السلبية.

بيما أكد الدكتور هاني حامد دسوقي أستاذ الطب النفسي، إن عدم التكيف مع المحيط الخارجي دافع أساسي في ارتفاع نسب الإنتحار بين الشباب، وأنه لا وجود للصحة العامة الجسمانية بدون صحة نفسية.

جدير بالذكر أن في خلال هذا العام أقدم شابين على الإنتحار في بني سويف، ففي أواخر أغسطس الماضي، تلقت مديرية أمن بني سويف، إخطارًا من شرطة النجدة، بوصول عبد الصمد "ع. ع" مقيم قرية الفنت الغربية، بمركز الفشن جنوب المحافظة، جثة هامدة إلى المستشفى المركزي، بالانتقال والفحص تبين قيام المتوفي بشنق نفسه داخل حجرة في منزل الأسرة، بسبب خلافات عائلية، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

بينما تلقت مديرية أمن بني سويف، الجمعه الماضي، إخطارًا من غرفة عمليات شرطة النجدة، يفيد بورود بلاغ بانتحار شاب، شنقا، يدعى "عبدالرحمن ب.ع"، 16 سنة، بدون عمل، بمنزل أسرته، بمنطقة منشأة الروضة ببني سويف، بالانتقال والفحص، تم معاينة الجثة، ونقلتها سيارة الإسعاف إلى مشرحة مستشفى بني سويف النموذجي، تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.

في ذات السياق، أقدم طالب في كلية الألسن بجامعة بني سويف، "عبدالرحمن.ا.ع"، على الإنتحار داخل المدينة الجامعية، قبل أن يتدخل عدد من زملائه والأمن الإداري بالجامعة لإنقاذه ومنعه من الإنتحار، حيث أصيب في يده اليسرى، وتم إسعافه على الفور، ونقل إلى المستشفى الجامعي، الأحد الماضي، وتم استدعاء ولي أمره.

من جانبه، قال الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، إن الأمن الإداري بالجامعة تدخل بمعاونة الطلاب لإنقاذ حياة الطالب، حيث لاحظ زملائه كتابته منشور له على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، بإقدامه على الانتحار، وقاموا بإبلاغ الأمن الإداري الذي تدخل في الوقت المناسب.

اقرأ أيضا