كيف استعدت مصر عسكريًا لمواجهة الأخطار المحيطة بها؟ خبراء يجيبون لـ"بلدنا اليوم"

الثلاثاء 15 ابريل 2025 | 12:26 مساءً
الجيش المصري
الجيش المصري
كتب : محمد عبدالحليم:

منذ انطلاق الحرب في غزة، تصاعدت الدعوات الإسرائيلية لفرض تهجير قسري لسكان القطاع إلى شمال سيناء، وهو ما قوبل برفض قاطع من الدولة المصرية، التي أعادت تأكيد موقفها الثابت بعدم السماح بأي شكل من أشكال المساس بسيادة أرضها أو توطين أي من اللاجئين على أراضيها.

ومع تعقّد المشهد الإقليمي، يتساءل كثيرون عن مدى جاهزية الجيش المصري في هذه المرحلة الدقيقة، وقدرته على حماية حدود الدولة وردع أي تهديد محتمل.

 في هذا السياق، تحدث عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين لـ"بلدنا اليوم"، مؤكدين أن القوات المسلحة المصرية وصلت إلى أعلى مستويات الجاهزية في تاريخها الحديث، بفضل الرؤية الاستراتيجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وتبنيه نهجًا متكاملًا لتحديث البنية العسكرية وتنويع مصادر التسليح.

بين القوة العسكرية والقوة الشاملة

من جانبه، شدد اللواء أركان حرب أحمد شوقي الحفني، الخبير الاستراتيجي ورئيس عمليات الصاعقة في حرب أكتوبر، على أن "القوة العسكرية لا يمكن فصلها عن مفهوم القوة الشاملة للدولة، والتي تشمل الاقتصاد والتعليم والسكان وغيرهم".

وأوضح أن "دولة لا تمتلك اقتصادًا قويًا لن تستطيع بناء جيش قوي، والأمر ذاته ينطبق على التعليم والتعداد السكاني"، مؤكدًا أن التوازن العسكري يرتبط بحجم العدائيات التي تواجه الدولة، وبمن يُصنف كعدو مباشر.

واعتبر الحفني أن "مصر اليوم في وضع مستقر ومتوازن، خصوصًا في ظل وجود جيش قوي وتسليح متقدم، والعلاقات مع إسرائيل تخضع لاتفاقية سلام، مما يقلل من احتمالية الحرب المباشرة"، إلا أنه حذر في الوقت ذاته من أن "الوضع الاقتصادي يظل أحد أبرز التحديات التي يجب التعامل معها ضمن رؤية القوة الشاملة".

مصر مستعدة لصمود طويل

أما العميد حاتم عاطف، المحلل العسكري والسياسي، فأكد أن ما تحقق من تحديث في الجيش المصري كان ضرورة وجودية، مشيرًا إلى أنه "حين كان يخدم على دبابة M60A3، كان يتساءل: هل ستوفر لنا أمريكا الذخيرة إذا دخلنا حربًا مع إسرائيل؟"؟.

وأجاب عاطف: "الرئيس السيسي أجاب عمليًا على هذا السؤال، من خلال تنويع مصادر السلاح، لتصبح مصر من بين العشر الكبار عسكريًا".

وقال عاطف إن "قوة الردع المصرية هي التي منعت إسرائيل من الاستيلاء على غاز المتوسط أو التفكير في سيناء، فالدولة التي تشعر بأن خصمها لقمة سائغة ستبتلعه بلا تردد".

وأشار إلى أن "التحركات السياسية التي تقودها مصر، مثل القمة الثلاثية مع فرنسا والأردن، والاتصال الذي أجروه بترامب قبيل لقاءه بنتنياهو، كانت كلها خطوات مدروسة بدقة أوقفت اندفاع إسرائيل نحو التصعيد".

وتابع: "إذا فكرت إسرائيل في تنفيذ التهجير بالقوة، فإن الجيش المصري سيدخل المعركة، ولدينا من الجاهزية ما يكفي، فنحن في أفضل حالة استعداد عسكري".

وأكد عاطف أن "مصر أصبحت قطبًا قائمًا بذاته، لا يمكن تصنيفه ضمن أي محور دولي، لا مع أمريكا ولا مع روسيا"، مضيفًا: "إذا اندلعت حرب، فلدينا القدرة على الصمود دون أي دعم خارجي، فنحن نعيش اقتصاد حرب منذ السابع من أكتوبر 2023".

اقرأ أيضا