"التعليم حق للجميع كالماء والهواء".. عبارة شديدة التركيز تلخص قيمة ومعنى التعليم، كونه أداة قوية قادرة على تحويل الأمم بشكل كلي، كما أنها تساهم بشكل كبير في دفعها إلى الازدهار الاقتصادي، ولذلك فلا يمكن أن تنهض أمة دون الاهتمام بتعليم شعبها وإعداد كوادر تدعم تقدم المجالات المختلفة في المجتمع.
وبالرغم من أهميتها إلا أن الساحة التعليمية شهدت في العهود السابقة تدهور واضح وصريح بالمنظومة التعليمية؛ نظرًا لتقنين الموارد والموزانة العامة للوزارة، الأمر التي جعلها تؤثر بشكل كبير على التعليم المصري وتأخر في تنفيذ المشروعات وتطوير التعليم، وضعف شديد في رواتب المعلمين الذي أصبحوا يبحثون عن عمل بجانب التدريس حتي يحصلوا على قوت يومهم.
ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر الدور والمهم الذي لعبه محمد علي، في نهضة التعليم في مصر بداية من إنشاء المدارس مرورًا باستقدام الخبراء الأجانب لتعليم المصريين وانتهاءً بإرسال البعثات التعليمية للخارج، مما أحدث نقلة نوعية وطفرة كبيرة في منظومة التعليم في مصر، ولكن التساؤل هنا الآن هل هناك وجه للمقارنة بين ما يفعله حاليًا الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وما فعله محمد علي باشا لتطوير التعليم في مصر؟.
التطوير غير مرتبط بأي وزير
قال الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إن تطوير التعليم ليس مرتبطًا بوجود وزير معين، وإنما استراتيجية دولة، مشدًا على أهمية أن يكون في تواصل بين المدرسة وأولياء الأمور لاستمرار عملية التطوير.
وأشار "حجازي"، إلى أن تطوير التعليم وقدرات المعلمين لن تحدث في يوم وليلة، ولكن قطار التطوير تحرك بالفعل، مؤكدًا أن الوزارة واعية جدًا بالحشو في المناهج وتعمل على تطويره.
قضية مجتمع
وأكد رئيس قطاع التعليم العام، على أن التعليم قضية مجتمع، ولا بد أن يكون هناك تضافر للجهود لإحداث نقلة في التعليم، موضحًا أنه لا يهمهم كم المعلومات التي تقدم للطالب في المناهج الجديدة، قدر اهتمامهم بالأنشطة والتعاون، منوهًا بأنه لا يوجد رسوب ونجاح حتى الصف الثالث الابتدائي، والوزارة لا ترخص مراكز دروس خصوصية.
وأضاف حجازي أن شخصية الطفل يأتي بنائها مع الأسرة بالتعاون مع الوزارة، كما أن التعليم قضية مجمتع والأسرة يجب أن تكون معنا والوزارة تسمع لكل الأسر، قائلا: "نظام التطوير الجديد غيرنا المناهج ولم نعد نهتم بالكم ولكن نهتم بالمحتوي حالياً".
تدهور التعليم منذ 30 عامًا
ومن جانبه، قال الدكتور محمد مجاهد، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الجميع يدرك جيدًا أن المنظومة التعليمية في مصر بصفة عامة تعانى منذ 30 عامًا من تدهور شديد في أوضاعها التي لم تكن وليدة اللحظة، مؤكدًا أن تدهورها لم يرتبط بوجود وزير أو رحيله.
وأوضح "مجاهد"، أن الأزمات تفاقمت مع توغل ظاهرة الدروس الخصوصية وأصبح من الضروري انضمام الطلاب لهذه المراكز، الأمر الذي جعل الطلاب هدفهم الوحيد الحصول على درجات عالية للحصول على شهادة التخرج من كليات القمة، ولذلك فهذه الثقافة هي من وضعت التعليم في هذه المرحلة الحرجة، وليس هذا فقط وإنما هذا النظام لا يساهم في خلق إنسان قادر على المشاركة الفعالة في بناء مجتمعه أو تأهيل نفسه ذاتيًا فيما بعد.
ثقافات الشعوب تتغير
وأشار نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى أن هناك أسباب كثيرة وراء غيير ثقافات الشعوب، أبرزها ضمان توفر فرص العمل للطلاب عقب الحصول على شهادة التخرج، خاصة وأن الوزارة وقعت العديد من الاتفاقيات مع الشركات الاستثمارية.
وأكد على أن عدد الطلاب المنضمين إلى قطاع التعليم الفنى وصل حتى الآن لـ55% ليس فقط ذلك بل الطلاب الجدد من أصحاب المجاميع المرتفعة والتي كانت تلحقهم بالتعليم العام، وبالرغم من ذلك فضلوا التعليم الفني؛ وكما ذكرت ربما يرجع ذلك إلى توفر فرص عمل للطلاب فور تخرجهم عكس الطالب الحاصل على الثانوية العامة الذي عليه أن يدرس على الأقل 4 سنوات أخرى قبل التخرج من الجامعة.