الساعة السادسة صباحًا، تنوي الذهاب مع جيرانها وتترك أحلامها أملًا منها أن تعود مرة ثانية، بابتسامة جديدة تستطيع من خلالها إرضاء أولادها الذين لم يعتادوا الذهاب إلى المدرسة حتى لايخجلهم المعلم مرة أخرى أمام أصدقائهم بقوله: "فين فلوس المجموعة.. متجيش المدرسة غير بيهم".
جيهان عبد الحميد، سيدة ثلاثينية، مقيمة فى شبرا الخيمة، بمحافظة القليوبية، لديها 3 أولاد، أزاحت الفقر عن عاتق أسرتها بأقل الإمكانيات، تروي قصتها قائلة: "أنا عملت مشروع بيع الخضراوات، وكنت مش لاقية لقمة العيش وأروح واشتغل فين، عشان معايا عيال، وكنت في الوقت ده أقعد في السوق بــ فرشة صغيرة مرة أبيع جرجير ومرة أبيع باذنجان، وكنت بسترزق منها".
وتابعت:" اللي كنت ببيعه مكنش بيجازيني، عشان عيالي في مدرسة، وأكبر طفل عندي في سنة 6 ابتدائي، ومطالبهم كتير، فبقيت أدور واسأل أى حد يشتري من عندي على شغل أو أى جمعية تكبر مشروعي".
"قابلت بنت الحلال، اللي دلتني على بنك ناصر الاجتماعي، وعرفتني بمشروع مستورة، وقالتلي إنهم هيساعدوكي وهيدوكي اللي انتي عايزاه، وهيقفوا معاكي، وعرفتني على البنك في شبرا الخيمة عندنا، ورحت وطلبت إني أخد القرض، عشان الحالة وحشة، ومعنديش دخل تاني غير معاش تكافل اللي بخده من وزارة التضامن الاجتماعي".
وأكملت: "توجهت إلى لجنة زكاة التابع لبنك ناصر الاجتماعي، وطلبوا مني عقد الإيجار ووصل نور وصورة البطاقة، ونزلوا معايا مندوب لبنك ناصر، ومندوب من لجنة الزكاة، وعرفتهم على التجار اللي باخد منهم وجابولي كل اللي أنا عايزاه، وأخذت القرض بـ20 ألف جنيه حق الحاجات اللي كنت عايزاها في الفرشة بتاعتي "ومخدتش فلوس في إيدي" وبسد قسطهم كل شهر 835 جنيه، والحمد لله الحالة بقت تمام، ومبقتش أشيل هم حاجة خالص".
وأوضحت، "أنا لما بلاقي مشاكل بتقابلني على طول بيحلهولي، والحمد لله معاش تكافل وكرامة اللي بخده شغال زي ماهو، والحمد لله إني لقيت حد واقف معايا وأنا بكافح في الحياة، الشغل مش عيب ولا حرام".
وتابعت: "زارتني لجنة الزكاة للتحقق من بياناتي وعمل البحث الاجتماعي ووافقت على القرض وتم شراء بضائع بقيمة القرض فازداد رزقي"، أصبحت بذلك لا أطلب المساعدة من أحد، و"كان مشروع مستورة البداية الجديدة لحياة كريمة دون الاحتياج لأحد إضافة إلى شعوري بالراحة".
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
