انتقد الكاتب الصحفي التركي، أونور سينان جوزالتان، سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه مصر والدول العربية، القائمة على دعم الجماعات الإرهابية، مؤكدًا أن مصر قائدة العرب تاريخيًا، وان القطيعة معها يعني مواجهة المصير الإيراني.
ونشرت صحيفة "زمان"التركية الناطقة بالعربية ترجمة لمقال الكاتب بجريدة "آيدنلك"، وأكد خلاله أهمية تعاون تركيا مع العالم العربي في العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مشددًا على أن الاعتراض على تطوير العلاقات العربية التركية بناءً على نظرية العرب هم أعداؤنا على مر التاريخ أمر خاطئ وشديد الخطورة.
وأوضح جوزالتان، أن تحرك تركيا وفقًا لهذا الفكر جعلها طرفًا في الصراعات التي يشهدها العالم العربي، وأدى إلى تدهور وتصفير العلاقات العربية التركية نتيجة الخسارة التي منيت بها الجماعات التي تدعمها تركيا، مشيرًا إلى أن الأمر وصل إلى اعتبار بعض الدول العربية تركيا عدوًا لها.
ولفت إلى أن السياسات الخارجية التركية تجاه العالم العربي أصبحت محاصرة بين الفكر القومي المنفّر من العرب وفكر الإسلام السياسي القائم على أيدولوجياته، مشيرًا إلى أن التيار القومي المتحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يرى أن العالم العربي مستنقع يجب الابتعاد عنه، أما حزب العدالة والتنمية نفسه، المتبني لفكر الإسلام السياسي، فيبني سياساته في الشرق الأوسط وفقًا للأفكار الدينية والأيدولوجيات التي يتبناها.
وشدد الكاتب التركي على أن علاقات تركيا بالدول العربية، عادت إلى نقطة الصفر، بعد الهزيمة التي منيت بها جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، على رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي وغيره من التنظيمات، مشيرًا إلى أن الأمر وصل إلى مرحلة العداء.
وأكد أونور سينان، أن الدولة المصرية، التي يعلن نظام الرئيس رجب أردوغان معاداتها، تعتبر قائدة للعالم العربي تاريخًا، من خلال ميراثها الثقافي والسياسي لدى شعوب المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن معاداة مصر له تداعيات وخيمة على علاقات تركيا في المنطقة. واستشهد على ذلك بالحظر الذي فرضته بعض الدول العربية على المسلسلات التركية، بالإضافة إلى تصوير وإنتاج عدد من المسلسلات التاريخية التي تهاجم الدولة العثمانية.
وأوضح أن الجيش المصري لم تشغله الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها مصر، ولم ينس بالرغم من هذه الأزمة أن تنظيم الإخوان كان انطلاقه وتوجيهه عن طريق تركيا، مشيرًا إلى أنه بالرغم من ظهور علاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية إلا أن مصر تسعى لتطوير علاقاتها مع كل من روسيا والصين كبديل عن واشنطن.
وفي الجزء الأخير من المقال، حذر الكاتب من أن تركيا مهددة بالوقوع في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه إيران بعد الثورة، وتعاني من تداعياته حتى الآن، بقطع علاقاتها مع مصر بشكل كامل، مؤكدًا على ضرورة تطوير العلاقات التاريخية بين أنقرة والقاهرة.
وأكد أنه في حالة تخلي تركيا عن عنادها فيما يتعلق بموقفها تجاه تنظيم الإخوان، سيتم إعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسيسهل ذلك الأمر على تركيا فيما يتعلق بأزمة شرق المتوسط، مشيرًا إلى أنه في حالة إصرار تركيا على مواصلة طريقها بهذا الشكل سيزيد عزلة تركيا في المنطقة.
وشدد على ضرورة ألا يقع النظام التركي في الخطأ الذي وقعت فيه إيران، مشيرًا إلى أن إيران حاليًا تسعى لتطوير علاقاتها مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر.