"حمادة ياسين" شاب فقد نعمة البصر ومنحه الله نعمة البصيرة، ليحولها إلى طاقة إيجابية، تفيد المجتمع وأقرانه، حتى يستطيع مد يد العون لهم متطوعا لخدمتهم، حيث يجيد التعامل باحترافية في إستخدام الحاسب الآلي.
ابن مركز الواسطى، شمال محافظة بني سويف، حاصل على ليسانس الآداب قسم علم الإجتماع، في جامعة بني سويف، ويستخدم الحاسب الآلي وكأنه شيء بسيط وسلس، ليستطيع من خلاله الكتابة على برنامج الوورد والطباعه بالطريقتين، "المبصرة وبرايل"، للمكفوفين، كما يستطيع توصيل الكابلات الكهربائية من الطابعه المبصرة إلى الطابعة بطريقة برايل، دون مساعدة من أحد.
الشاب العشريني حمادة ياسين، أتقن التعامل مع الحواسيب الآلية، من خلال حصوله على عدد من التدريبات الخاصة باستخدام الحاسب الآلي، وكيفية استخدام البرامج من خلال الحاسب، حيث يعتمد في معاملته مع الحاسب الآلي، على برنامج "الناطق"، فمن خلاله يستطيع التعامل الجيد مع سطح المكتب والدخول إلى جميع الملفات التي يحتاجها في عمله، من كتابة وطباعه، حتى أنه يجيد تحميل الويندوز، باسخدام فلاشته الخاصة، كل هذا تقوده سماعة أذنيه، حيث يتلقى من خلالها خطوات الإستخدام، وباستخدام لوحة الكتابة التي يحفظ مواضع حروفها، يتوغل عبر الحاسب في جميع محتوياته، بكل سهولة ويسر.
حمادة ياسين وهو في السنة الثالثة بكلية الآداب - جامعة بني سويف، شهده رئيس الجامعة، الدكتور منصور حسن، ويتعامل مع الحاسب الآلي باحترافية في الكتابة وتحميل البرامج "السوفت وير"، وفك وتركيب محتويات الحاسب، بمكتبة المكفوفين بالجامعه، فأشاد به، ووضع ثقته الكاملة بداخله، ليحفزه على العمل، حيث أنه وعده بالتوظيف في الجامعه عقب تخرجه في الكلية.
إبن قرية أبو صير الملق، التي تخرج فيها علماء كثيرين، لا توقفه إعاقته البصرية، عن العمل وتحقيق الذات، فطالب محافظ بني سويف المستشار هاني عبد الجابر، أن يولي إهتمامه بالمكفوفين، وينشئ لهم مركز لتعليم الحاسب الآلي، لعدم توافر مراكز في المحافظة لهذا النوع من التدريب، وبالتالي من يحتاج للتعلم فعليه بالذهاب إلى القاهرة للحصول على الدورات التدريبية في تعليم الحاسب الآلي بالنسبة للمكفوفين.
"حمادة ياسين حسين"، لم يكتفي بحصوله على الليسانس فقط، ولكن إتجه للدراسات العليا، وناشد المسئولين في المحافظة أو مؤسسات المجتمع المدني، بتوفير حاسب آلي متنقل، "لاب توب"، حتى يساعده على إستكمال دراسته، لاعتماده الكلي عليه، في المذاكرة والامتحانات، حيث أنه كان يؤدي الامتحانات في أثناء دراسته إلكترونياً، وليس بمرافق، لإيجادته التعامل مع الحاسب الآلي.
حمادة ياسين يساعد أقرانه من المكفوفين، من خلال مركز نور لخدمات المكفوفين، التابع لإحدى الجمعيات الخيرية، ببني سويف، حيث يقوم بكتابة وطباعة الأوراق بطريقة "برايل"، كمتطوع، وليس بمقابل مادي، حيث أن المركز طلب منه شهادات خبرة، حتى يعين في المكان.
حمادة ياسين حسين يبعث طاقة أمل في نهاية حديثه ل"شبكة أخبار بلدنا اليوم"، للشباب الصحيح، ويحسه على العمل ووضع هدف أمامه حتى يستطيع الوصول إليه، مهما كانت الصعاب، فالإنسان قادر على فعل المستحيلات لأن الله سبحانه وتعالى "علم الإنسان ما لم يعلم".