جريمة تنخلع لها القلوب من أماكنها، تجرد فيها الأخ من كل مشاعر الإنسانية، وسيطر عليه الشيطان ووسوس له للجشع والطمع وجلب المال، حتى لو علي جثة شقيقه، فسرعان ما لبس عباءة هذا الشيطان، وبدأ يجلس ويفكرفي كيفية التخلص من آخاه الذي ولدا من بطن، حتى يحصل على المال.
مرت الأيام يوما بعد يوم، والأخ يفكر في إرتكاب جريمته، حتى ربط كافة خيوطها، واصطحب آخاه، الذي ذهب معه بحسن نية، حيث قام بالتعدي عليه بالضرب "بالشوم"، حتى سقط دمائه، ويتوسل أخاه له أن يرحمه، وأن يسرع بإنقاذه، ويتوعد له بأن لا يبلغ أحد بتفاصيل جريمته، لكن "المتهم" خشي أن يفضح أمره وتنكشف الجريمة فاستكمل ضربه حتى أيقن له أنه لفظت أنفاسه الأخيرة أيقن، وهو ينظر إليه نظرات تتقطع لها القلوب وهي توحي بالرحمة والشفقة بأن يرحم ضعفه.
لم يكتفي المتهم "بدوي"، صاحب 45 عامًا، عن قتله فقط، بل صور له الشيطان بأنه جريمته الشنعاء سوف تفضح، مما دفعه ليفكر كيف سيتخلص من الجثة، فلم يخطر بباله إلا أن يحمله ويلقي جثته وسط الزراعات في منطقة نائية، حتى لا يراها أحد، بعدها ذهب لبتخلص من أثار جريمته باغتسل من دماء شقيقه، ونزل القرية ليمرح بما سرقه من أموال المجني عليه 10 آلاف جنيه ليشتري كمية من المواد المخدرة، ولكن سرعان ما وجد الجثة أحد المزارعين بمكان تركها، حتي أبلغ رجال المباحث، وإحضار شقيقه الذي أنكر الواقعة، وأسقط دموع كالتماسيح، فتم الاستماع إلى شهادته ثم ترك، فقام بحضور جنازة شقيقه، وسار في جنازته وهو يودعه بدموع الكاذبة تخفي ورائها ما فعله.
وبمجرد أن أنتهي من الجنازة، ولم يخطر بباله أنه سيستدعي مرة أخري إلى القسم، ولكن بتضييق الخناق والضغط عليه، أدلى باعترافات بأنه قتل شقيقه بسبب المال، وتخلص من الجثة وإلقائها في الزراعات، لتوجه إليه النيابة العامة في أبو تشت، تهمة قتل شقيقه "أبو الوفا"، وتقرر حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم إحالته إلى محكمة "نجع جمادي"، برئاسة المستشار محمد رفاعي عبد الحق، وعضويه المستشارين إسماعيل محمود الفران، وحسني محمد مهاب، والتي قضت بمعاقبته بالإعدام شنقًا لقتله شقيقيه بسبب مبلغ من المال قدرة "10 آلاف جنيه" لإشباع كيفه.