تسعى الدولة المصرية بكافة مؤسساتها الدينية وأولها الأزهر الشريف والأوقاف، لتجديد الخطاب الديني، وتتجدد تلك الدعوة دائماً، من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة العمل على تصويب الخطاب الديني، بهدف مواجهة كافة التفسيرات المغلوطة والتي من شأنها أن تنتج العديدين من أصحاب الأفكار الهدامة ويعملون من خلالها على هدم صورة الدولة وتدمير مؤسساتها.
ووجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعقد مؤتمر أو ندوة لمدة أسبوع أو يزيد عن تصويب الخطاب الديني بمشاركة جميع الأطياف، وصولاً إلى الفكر المستنير الذي يهتدي به المجتمع.
وفي إطار ذلك، نستلهم ماهو الفكر المستنير، وهل المؤسسات لديها من الكوادر القادرة على تحقيق هذا المنظور، ولماذا لم يتم التنفيذ رغم أنه تلك هى الدعوة بعد الثالثة من الرئيس، وما العقبات، هل هذا قاصر على رجال الدين فقط في تطوير المفاهيم.. وهل يتطلب أسماء بعينها مثل قائمة الخمسين، وهل تصحيح المفاهيم يعني إزالة التفسيرات المغلوطة أم أن هناك أشياء أخرى يتطلب تنفيذها، ومن يملك القدرة على تنفيذ ذلك من المؤسسات الدينية؟".
قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، إن الفكر أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر أن الشخص المستنير يجب أني كون ملم بمختلف المستنير هو الذي يتجدد مع المستحدثات الجديدة ولا ينغلق على فكر معين، حيث يكون صاحب الفكر المستنير له علاقات بمختلف المستويات الثقافية في المجتمع.
وأضافت الدكتورة صالح لـ "بلدنا اليوم" أن الاتجاهات في المجتمع الذي يعيش فيه، موضحة أن المؤسسات الدينية في حاجة إلى تأهيل الأشخاص الموجودين فيها عبر الندوات والحوارات حتى يكون هناك تجديد في الخطاب والأفكار بما يتماشى مع المجتمع الحالي.
وتابعت صالح أن الفكر المستنير يتضمن تصحيح الأفكار لمتطفرة والمتشددة، وهنا لا نخص الدين الإسلامي فقط بل الأديان الأخرى، مشيرة إلى ضرورة وجود العلماء المستنيرين ذوي القدرة والذهن الحاضر للرد على أي تطرف أو تشدد، وعلينا أن نبرز المبادىء التي تتميرز بها كافة الأديان وعلى رأسها مبدأ الوسطية.
وبينت الدكتورة صالح أن المؤسسات الدينية مغلقة على نفسها وتخشى أن يكون كل شيء فيه فكر يكون ضد الإسلام والثوابت الإسلامية، وهم يتحفظون في أفكارهم وردودهم، وبالتالي فالنتيجة الطبيعية أنهم لم يستجيبوا لدعوتي الرئيس السابقة لتجديد الخطاب الديني.
وأكملت أن الإسلام وضع مبدأ أنه من اجتهد وأصاب له أجران ومن اجتهد وأخطأ له أجر، وبالتالي في الإسلام يشجع على الجتهاد والاستنباط، مؤكدة أن الأشخاص الموجودين في المؤسسات الدينية يعانون خوفًا من التطرق لأي موضوع، وهنا فنحن في حاجة إلى حرية الرأي حتى نخرج من الدائرة الضيقة التي ندور فيها.
قالت الدكتورة أمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، إن التحديث والاستنارة أننا نأخذ من شريعتنا ومن قرآننا ومن اجتهادات العلماء في المدراس الفقهية المختلفة ما يصلح به ويناسب العصر الحالي بمستجداته.
وأضافت نصير لـ "بلدنا اليوم" أننا نمتلك حضارة من أفضل وأروع حضارات العالم، لكن كيف ينتقي العقل المعاصر ما يصلح مستجدات عصرنا، فالعلماء اجتهدوا لعصورهم، ونحن ورثة لم نأخذ ولم نجدد على ما روثناه ولم نجتهد فيه.
وتابعت أستاذ العقيدة أن علمية الفكر المستنير أكبر من تصحيح المفاهيم المغلوطة بل تمتد لتشمل أمور أكبر وأوسع من ذلك بكثير، متمنية أن يكون هناك تعاون بين المؤسسة الدينية والمؤسسة الثقافية، ليكون هناك تواصل بين ما روثناه وما استحدث في عصرنا.
وناشدت نصير أن يتم انتقاء أشخاص من كل مؤسسة ويجتمع الجميع، خصوصًا وأننا كما قلت سابقًا نحتاج إلى مساندة من المؤسسة الثقافية والمؤسسات المعنية الأخرى، لأن المؤسسة الدينية تتعامل مع النص كما نزل ومع الموروث كما ورثناه، لكن اجتماع الدينية مع العقول المعاصر نستطيع أن نصل إلى ما يصلح حالنا وحال الجميع.
ووجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعقد مؤتمر أو ندوة لمدة أسبوع أو يزيد عن تصويب الخطاب الديني بمشاركة جميع الأطياف، وصولاً إلى الفكر المستنير الذي يهتدي به المجتمع.