بدأت الأجهزة التنفيذية بمحافظة مطروح الاستعداد للعيد القومي للمحافظة والذي كان يقام يوم 24 سبتمبر من كل عام تخليدا لذكري معركة وادي ماجد ضد الإنجليز.
والجدير بالذكر أن معركة وادي ماجد حدثت في صحراء مطروح عند الكيلو 21 طريق مطروح-السلوم وينتهي عند قرية أم الرخم التى تبعد عن ساحل البحر بحوالي كيلو مترين. ودارت المعركة بين قبائل عرب مطروح ومعهم بعض ضباط الجيش المصري والجيش العثماني يقودهم محمد صالح حرب باشا ضد الجيش الإنجليزي يوم 24/12/1915م كما هو موثق .
ويحكى أن معركة وادي ماجد بدأ الاستعداد لها بعد وصول الانجليز لمطروح في ديسمبر1915م، بقيادة المجاهد حسين العاصي ورفاقة من البدو من بينهم حميدة عطيوة ومحمد الدربالى وكثيرون من المجاهدين الأبطال، وتم التجمع غربي مدينة مرسى مطروح ، توهم الإنجليز حينها أن البدو تجمعوا قاصدين أماكن الماء من هذه المنطقة التى تشتهر بمياه الآبار الرومانية، وبدأت القبائل تتوافد من سيدي حنيش ورأس الحكمة ومرسى مطروح وغيرها، في اتجاه الغرب واستقرت جميعها فى وادي ماجد لمدة عشرين يومًا، حتى شعر الإنجليز بمكيدة تدبر لهم، وكان يمثلهم الجنرال إسنار قائد قوات الاحتلال البريطاني بالصحراء الغربية وروبل قائد منطقة مرسى مطروح.
المجاهدون الفرسان تسلحوا بالإيمان وبالأسلحة الشخصية من بنادق الخرطوش والصوان وقلة مسلحة ببنادق ألمانية حصلوا عليها عن طريق الحامية التركية والحركة السنوسية.
وقد تولى قيادتهم في هذه المعركة صالح باشا حرب حكمدار مطروح، في ذلك الوقت ووزير الحربية المصري فيما بعد، ومعه مجلس قيادة من القبائل المجاهدة وعلى رأسهم المجاهد حسين العاصي والشيخ صالح بوزريق العشيبي وعلي رحيم المالكي وهم من قبيلة علي الأحمر، والمجاهد الشيخ فرج زهيويق والمجاهد ختال العلواني الفردي ،والمجاهد حميده عطيوه الفردي والمجاهد عوض خميس الصنقري ، والمجاهد عبدالعزير بوطيب العميري ، والمجاهد محجوب عبدالمولى العميري ، وهم من قبائل الصنقر واولاد خروف علي الابيض ، والمجاهد العمدة محمد راغب الدربالي والمجاهد ابراهيم بوزعلوك والمجاهد نوح العكش وهم من قبيلة الجميعات ، والمجاهد مطرود بساط بوعثمان المحفوظي والمجاهد لوجلي سحنون القطيفي والمجاهد الشيخ محمد بوالعرويه الحنّوني المحفوظي والمجاهد رحومه قويه السمالوسي ، أضافة الى قبائلهم ومجاهدين آخرين من قبائل القطعان وسيوه وبعض ضباط من الجيش المصري المتمركزة في قاعدتهم الرئيسية بمرسى مطروح .
وتحركت قوات الانجليز فجر يوم السبت 11ديسمبر 1915 بقياده الجنرال إسناو من مرسى مطروح فى اتجاه الغرب واتخذت الساحل طريقا ، وفى الساعة 8.30 صباحًا أشرفت هذه القوات الكثيفة على شمال وادي ماجد، واشتعل الميدان ، وظل القتال محتدما طوال النهار وحتى مغيب الشمس ، وتفوق فيه المجاهدون على الأعداء الذين أصيبوا بخسائر فادحة فى الارواح قدرت بحوالي 40 ضابطًا وعلى رأسهم قائد القوات الانجليزيه الجنرال (أسناو) الذي قتله المجاهد البطل صالح بوزوير السمالوسي ، وإعداد كبيره من الجنود يقارب 170 جنديًا إلى جانب أكثر من 150 حصانًا ،وقد نصر الله المجاهدين المصريين في مطروح في ذلك اليوم نصرًا كبيرًا.
و قد عقد المحاسب محمد أبو غنيمة سكرتير عام محافظة مطروح، إجتماعا تمهيديا لعدد من الإدارات المعنية بالمحافظة للإعداد المبكر، ووضع برنامج و سيناريو تجهيزات الإحتفال بالعيد القومي للمحافظة، والذي سيتم الإحتفال به هذا العام في موعده في 15 ديسمبر ذكرى معركة وادى ماجد وانتصارات أبناء الصحراء الغربية على الجيش الإنجليزي عام 1915 دون توضيح أسباب تغير توقيت الإحتفال.
وأوضح سكرتير عام المحافظة أنه سيتم العمل على إقامة احتفالات متميزة وخاصة هذا العام بمشاركة أهالي المحافظة، وإحياء ذكرى انتصارات أجدادهم على جيش الاحتلال الإنجليزي، مع إحياء للتراث والبطولة التي غرستها تلك المعركة في نفوس أبناء مطروح، وما ستشهده إحتفالات العيد القومي من مظاهر وافتتاحات جديدة لعدد من المشروعات التنموية والخدمية لأهالي المحافظة.
ويشار الي أن جميع الأجهزة المعنية تكثف استعداداتها للإحتفالات بالعيد القومى للمحافظة مع التنسيق مع كافة الجهات المعنية، خاصة مع وجود العديد من الإنشاءات والتطويرات والمشروعات الخدمية والاستثمارية الجديدة بجميع أنحاء المحافظة، والحرص على مشاركة جميع الأجهزة بالمحافظة والقيادات الشعبية من أبناء مطروح من عمد ومشايخ لتجهيزات الاحتفال بالذكرى الـ104 معركة وادي ماجد.