"لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك".. كلمات رددها الكثيرون في الأونة الآخيرة خاصة بعدما شهدت الساحة السياسية والإعلامية في الآونة الأخيرة، تصريحات للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ربما تكون صادمة للجميع، خاصة في حالة إهانة أولياء الأمور والمعلمين، بعدما قامت بعض من المواقع الإخبارية تداولها على لسان الوزير.
ولكن الغريب في الأمر أنه قبل انتهاء اليوم، طل علينا الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي والشهيرة بـ"الفيسبوك" لينفي كل ذلك، مشيرًا إلى أنها لعنة "السوشيال ميديا"، خاصة وأنه تعرض مؤخرًا لحرب شرسة من الشائعات والأخبار غير الصحيحة والمفبركة.
لم تكن وليدة اللحظة وإنما ممتده منذ شهر سبتمبر الماضي، ومع انطلاق العام الدراسي الجديد 2019/2020، كان أبرزها تأجيل العام الدراسي الجاري، فضلًا عن إلغاء نظام الامتحانات الإلكترونية هذا العام، بالإضافة إلى جمع المدارس للتبرعات من أولياء الأمور، والآن يتطرق الأمر إلى اتهامه المهندسين بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى أن أولياء الأمور ومعلمين كبار السن هم العائق الرئيسي أمام تطوير المنظومة التعليمة.. وغيرها من التصريحات المنسوبة له.
ففي أقل من 7 أيام أصبح الدكتور طارق شوقي، حديث الساعة على مواقع التواصل الإجتماعي، فكانت البداية، خلال كلمته في افتتاح الدورة التدريبية لمعلمي التربية الدينية، بمقر أكاديمية الأوقاف.
بداية الحكاية.. "داعش والمهندسين"
قال "شوقي" إن 70% من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي من المهندسين، مشيراً إلى أنه لا بد من العمل على دراسة تلك الظاهرة وكيف التحق هؤلاء؟، وكيف اقتنعوا بهذا الفكر المتطرف؟.
وأشار إلى قدرة لحماية الطلاب من الأفكار المتطرفة، والحول دون انضمامهم لتلك الجماعات، لافتاً إلى أن تلك الجماعات رسخت فكرة " اللي مش مننا يبقى عدونا".
وزير التعليم نفسه مهندس
ليطل علينا قبل نهاية يوم الافتتاح ليوضح الأمر، مؤكدًا أن هناك نسبة كبيرة من الملتحقين بتنظيم متطرف مثل "داعش" من المتعلمين تعليمًا عاليًا مثل المهندسين والأطباء، قائلًا إن هذا الأمر يثير التساؤل عن علاقة الأفكار المتطرفة بالتعليم النظامي، وكيف يتم إعداد المناهج الجديدة للعمل على تفادي مثل هذه الأفكار المتطرفة.
ولفت وزير التعليم إلى أن البعض اجتزأ ما قاله في تصريحاته، في عنوان مثل: "المهندسين 70% من داعش"، موضحًا أن ذلك حدث ليتجادل الناس على مواقع الـ"سوشيال ميديا" ويذهب الفكر والتحليل والتأمل أدراج الرياح، مضيفًا: "وزير التعليم نفسه مهندس".
معلمين كبار السن عائق أمام التطوير
لم تتوقف تصريحات وزير التعليم المتناقضة عند هذا الحد، وإنما أكد الوزير، خلال مشاركته بفاعليات اليوم الثالث من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة الذي تنظمه وزارة التخطيط بالتعاون مع جامعة الدول العربية، أنه استجابة الطلاب لتجربة تطوير التعليم أصبحت أسرع بشكل كبير حاليًا، لكن يظل العائق الأكبر أمام التطبيق هم الفئات الأكبر سنًا سواء المعلمين أو أولياء الأمور.
وشدد على أن تطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعي مشروع قومي لمصر، ومهمة مشتركة تحتاج تكامل جهود جميع الأطراف من الحكومة والطلاب والمعلمين، مضيفًا لسنا في معركة ضد أولياء الأمور ولكننا بحاجة لمساعدتهم ودعمهم للتجربة الجديدة.
تشوية متعمد
"اتأكدوا مني قبل ما تنشروا".. هكذا طالب الدكتور طارق شوقي، الصحفيين خلال صفحته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، بعدم نشر وتداول أي أخبار بدون التأكد منه أولًا.
وعبر الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن استيائه الشديد من تعمد تشويه التصريحات التي يدلي بها وتعمد نشرها للرأي العام بشكل خاطئ ومجتزأ ومثير للجدل.
يقدر المعلمين جميعًا
وأكدت الوزارة عدم صحة ما يُتداول بشأن هجوم الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم على المعلمين، مؤكدة أن الوزير تحدث خلال مشاركته في فعاليات اليوم الثالث للمؤتمر العربي للتنمية المستدامة، عن تطوير العملية التعليمية بكامل عناصرها، وأنه يقدر المعلمين جميعًا.
وأوضحت الوزارة أن حديث الوزير اجتزأ من سياقه وحُرِّف لغرض التأثير علي العلاقة بين الوزارة والسادة المعلمين وهم العمود الأساسي للعملية التعليمية والعنصر الفعال في بناء ورفعة الإنسان المصري، وأن ما يتم تداوله غرضه التأثير علي مصلحة العملية التعليمية أو المعلمين في مصر بالسلب.
"التربية والتعليم" تكشف حقيقة هجوم طارق شوقي على المعلمين