"الشللية" كلمة تخلق الأزمات دائماً داخل الوسط الفنى، سواء إن كانت بسبب مساحات الأدوار، أو بسبب اختيار نجمات الصف الثانى أو بطلة العمل، هذه الكلمة ليس حديثة على الوسط الفنى، لذلك تواصلنا مع النقاد لنعرف ما هى عواقب هذه الكلمة على مستقبل الفن فى مصر.
وأكد الناقد الفنى طارق الشناوى، أن الشللية تسيطر على الوسط الفنى منذ سنوات طويلة، وأنها ليست مستحدثة، فالشللية دائماً تتكون نتيجة للنجاح، ولا سيما أن البطل يريد أن يكرر التجربة مع المخرج والوجوه التى ساعدته على نجاح ذلك العمل، فمن هنا يتكون مفهوم الشللية، فتكرار التعاون بعد النجاح الأول أكثر من مرة يجعلهم يصبحون شلة فنية تتعاون فى جميع الأعمال.
وأضاف طارق الشناوى، أن مفهوم اختيار كتابة نص عمل فنى لبطل ما، وتدخل هذا البطل فى اختيار مخرج ونجوم العمل، هو ما جعل بالوسط الفنى شللية، فهذا مفهوم خاطئ، وجعل الراية مقلوبة داخل الوسط الفنى، وهذا التصرف دائماً يظلم الأجيال الجديدة، حيث أنها لا تجد لنفسها مساحة داخل العمل الفنى تستطيع أن تبرز موهبتها من خلالها.
واختتم طارق الشناوى تصريحاتة قائلاً، إنه لا يوجد قانون فى العمل الفنى يمنع ظهور الفنان فى أكثر من عمل فنى فى نفس التوقيت، والأعمال الفنية تعتمد على الترشيح، ولكن ظهور الفنان فى أكثر من عمل فنى يعود بعامل سلبى على الفنان نفسه؛ لأنه يحرق جميع الأدوار فى وقت قصير، وهذا يدل على أن هناك الكثير من مخرجى الوسط الفنى متكاسلون فى اكتشاف مواهب فنية جديدة.
وفى ذات السياق، أكدت الناقدة حنان شومان، أن الشللية سلوك إنسانى متعارف عليه فى جميع المجالات، وليس فى الوسط الفنى فقط، فالمخرج دائماً لا يحب المجازفة، فهو يختار الفنانين أصدقاءه الذين يعرف موهبتهم جيداً ويستطيع أن يستغلها أو يوظف هذه الموهبة فى العمل الدرامى الذى أمامه، خاصة أن هذا الفنان يتعامل مع المخرج لفترة طويلة فيكون هناك كيمياء بين الفنان والمخرج، مشيرة إلى أن هذه الأسباب هى ما جعلت بالوسط الفنى شلالية.
وأضافت حنان شومان، أن فشل العمل الأول بين المخرج وكاست العمل يجعله لا يتعاون مع هذا الكاست مرة أخرى، ويبحث عن كاست جديد، ومع أول نجاح لهما يصبحوا شلة واحدة يتعاونون معاً فى معظم أعمالهم المستقبلية، وهذا ما شهدناه مع المخرج بيتر ميمى والفنان أمير كرارة، بعد نجاح الجزء الأول من مسلسل كلبش، تعاونوا فى ثلاثة أجزاء، وفيلمين، ومسلسل "الاختيار" الذى سيخوضون من خلاله السباق الرمضانى لعام 2020.
اختتمت حنان شومان تصريحاتها قائلة، إن سبب تكرار المخرج العمل لأكثر من مرة مع نفس كاست العمل أو البطل يدل على غياب الإبداع وروح التجديد والتنوع فى الأدوار، ويرجع ذلك التصرف لضمان نسبة النجاح التى حققوها من قبل، خاصة أن العمل الفنى قائم على فكرة فريق العمل كله ليس مقتصرا على مخرج فقط أو منتج فقط، فالطبيعى إذا وجد شخص يستريح فى العمل مع فنان ما أو مخرج ما هذا طبيعى، وهذا يوجد فى جميع الوسط الفنى عالميا ومحليا وهذا يزيد من نسبه نجاح العمل، مشيرة إلى أن هناك خطأً شائعًا داخل الوسط الفنى وهو أن البطل يختار فريق العمل أو القائمين عليه وهذا من حق "رب العمل" فقط وهو المخرج والمنتج، ولكن فى بعض الحالات وليس دائما يتدخل بطل العمل فى اختيار شخص ما تحت مقولة "وجود كيميا خاصة بنا" لكنه رأى استشارى فقط والمخرج له حرية الاختيار فى القبول والرفض على أساس نجاح العمل واختيار الشخص الأفضل لتوصيل رسالته ونجاح عمله، وهذا لا يحدث على الإطلاق.