يقف متراصًا مع زملائه بروح المُتأهب لخدمة الوطن، يدّون في ذاكرته لحظات من العمر بابتسامة متّقدة، حاملًا روحه على كفٍ من العطاء، غير مُردك أنه سيدفعها بعد عدّة سنوات نظير "تذكرة قطار".
هكذا برز محمد عيد، في عدد من اللقطات المصورة، التي تعود إلى أعوام مضت، خلال قضائه الخدمة العسكرية، نعاه فيها أصدقائه، كطيفٍ حلّ في سلام ثم رحل.
ولقي عيد، 23 عام، ابن منطقة شبرا الخيمة، مصرعه تحت عجلات القطار، حينما قاده القدر وصديقه بعد يوم عمل شاق في الإسكندرية لم يجنيا فيه شيئًا، ليكونا في طريق عودتهم للقاهرة فريسة لكمسري قطار بقلب بارد، خيّرهم بين دفع ثمن تذكرة ركوبهم أو النزول، ليقررا الخلاص بالقفز من القطار.
واكتظّت الصفحة الشخصية لضحية التذكرة، على مواقع التواصل الإجتماعي، بالذكريات المقطّرة بالأنين، وصور تُبكي صاحبها.
وفي هذا الصدد، أعرب هاني الفكهاني، صديق الضحية خلال فترة الخدمة العسكرية، عن حزنه بنشر عددًا من اللقطات المصورة والتي يظهر فيها الضحية ضاحكًا، ناعيًا صديقه بقوله: "كنا صحاب يا زمن وكان الكلام واحد، فرقتنا ليه يا زمن واحد ورا واحد".
ووصف محمد النجيلي، الضحية بـ"أبو الرجولة"، مؤكدًا أن حقه لن يذهب هباء، "حقك راجع يا محمد"، فيما حرص العديد من أصدقائه على تدوين مشاعرهم الحزينة على فقده، سائلين الله أن يدخله الجنة ويصبر ذويه.
شهداء الشهامة والفقر.. قضايا على طاولة السوشيال ميديا في انتظار القضاء