ربما كانت جماهير إيطاليا، هي الوحيدة التي تتمنى عدم اللجوء لوقت إضافي خلال فوز فريقها 2-1 على بلجيكا، في المواجهة المثيرة التي اقيمت بينهما مساء أمس الجمعة، في الدور ربع النهائي من بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2020".
وربما كان انتصار إسبانيا 5-3 على كرواتيا، وسويسرا على فرنسا بركلات الترجيح في دور الستة عشر أكثر إثارة، لكن المواجهة في ميونيخ جاءت مثالية على كل الجوانب.
وبدت المباراة أنها نزال بين اثنين من الملاكمين الكبار، وقدمت إيطاليا وبلجيكا كل ما لديهما من سرعة وحيوية ومهارة فردية وخطط.
وكال يورجن كلينسمان مهاجم ألمانيا السابق، المديح للأداء الرائع من إيطاليا التي أجبرت المنتخب البلجيكي، الذي اعتاد السيطرة أمام منافسيه، على الدفاع.
وقال كلينسمان: "ما قدمته إيطاليا على الجانب الهجومي كان مذهلا".
وتابع: "التنظيم الذي لعبت به والتمريرات، هناك دقيقة ونصف، مررت إيطاليا الكرة ما بين 25 إلى 30 مرة، واستسلمت بلجيكا وعادت للدفاع".
وقال آلان شيرر مهاجم إنجلترا السابق: "كانت مباراة مذهلة، إيطاليا صمدت أمام كل محاولات بلجيكا في آخر ربع ساعة. كانت مذهلة".
اكتسب المنتخب الإيطالي شهرته بأنه ملك الخطط الدفاعية، كما قدم أداء رائعا في الهجوم، ليمهد الطريق أمام مواجهة منتظرة مثيرة ضد إسبانيا في قبل النهائي بستاد ويمبلي الثلاثاء المقبل.
وواصلت إيطاليا التألق تحت قيادة روبرتو مانشيني، وهو مهاجم سابق نجح في غرس فلسفته في فريق عازم على مهاجمة منافسيه مهما كانوا.
وكانت بلجيكا في مأزق بسبب ضغط إيطاليا التي تقدمت 2-0 بهدفي نيكولو باريلا وإنسيني، قبل أن يقلص روميلو لوكاكو الفارق من ركلة جزاء في نهاية الشوط الأول.
وبدلًا من اللجوء للدفاع كما فعلت الأجيال السابقة، واصل فريق المدرب مانشيني سعيه لتسجيل الهدف الثالث لحسم المباراة.
وأوقف دفاع إيطاليا بقيادة جورجيو كيليني (36 عامًا) وليوناردو بونوتشي (34 عامًا) لوكاكو هداف بلجيكا عبر العصور، كما أظهر ثنائي الدفاع قوة وحيوية الشباب.
ومع إهدار لوكاكو فرصة خطيرة لإدراك التعادل من مدى قريب، تألق جيريمي دوكو (19 عاما) في قيادة بلجيكا بسرعته ومهارته.
وأزعج اللاعب الشاب، دفاع إيطاليا من الناحية اليسرى وحصل على ركلة جزاء وكاد أن يدرك التعادل في الشوط الثاني بعد انطلاقة رائعة إلى داخل الملعب، لكن تسديدته علت العارضة بقليل.
وبعد حفاظها على سجلها المثالي في البطولة، تدخل إيطاليا مباراة إسبانيا وهي تسعى لبلوغ النهائي للمرة الثانية في 3 نسخ للبطولة بعد الخسارة 0-4 أمام إسبانيا في نهائي 2012.
وأحرزت إيطاليا 11 هدفا في البطولة الحالية وهو رقم قياسي لها في بطولة أوروبا، ولا يتفوق على هذا الرقم في مشاركاتها في البطولات الكبرى سوى تسجيلها 12 هدفا في طريقها إلى لقب كأس العالم 2006، ويبدو أنها تملك كل شيء لانتزاع اللقب هذه المرة.
مصطفي شوبير يعلق على استبعاده من قائمة المنتخب الأوليمبي