"البنت زي الولد..مش كفاية عدد"، تلك العبارة لم تأت من فراغ، ولكنها جاءت حينما أثبتت الفتاة جدارتها واستطاعتها تحقيق ذاتها في كثير من الوظائف التي تبوأت بها.
ونظرًا لاحتفال العالم غدا، باليوم العالمي للفتاة، الذي خصصته الأمم المتحدة في الحادي عشر من شهر أكتوبر من كل عام، لدعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق الفتيات والمزيد من الفرص للحياة أفضل، وزيادة الوعي من عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن.
ويشمل هذا التفاوت مجالات كثيرة مثل الحق في التعليم، والتغذية، والحقوق القانونية، والرعاية الصحية والطبية، والحماية من التمييز والعنف والحق في العمل ، والحق في الزواج بعد القبول والقضاء على زواج الأطفال و الزواج المبكر.
واهتمت الدولة بالقضايا التي تخص الفتيات، والتي من أشهرها، القضاء على زواج الأطفال، حيث تقوم الجهات المعنية بالاهتمام بالفتيات، حيث دشن المجلس القومي للمرأة حملة لمنع الزواج المبكر، والقضاء على زواج الأطفال في سن مبكر، من خلال توعية الأسر في العديد من القرى عن طريق حملة طرق الأبواب، ومنعا للزواج المبكر.
كما قامت المؤسسات التي تهتم بقضايا المرأة بإعداد مشروع قانون يجرم زواج الأطفال في سن مبكر.
وفي هذا الصدد، نرصد قصص واقعية من داخل المجتمع، في حاجة من يسمع أصواتهن ومأساتهن حتى لا يقع نظيراتهن في تلك المآساة، بعدما تعرضت لتلك الجريمة من قبل الآباء مقابل الحصول على المال والثراء.
تروي"أ.م"، قصتها، قائلة: "عمري الآن 18 سنة، أنا من أسرة بسيطة الحال، وكنت من ضمن البنات اللاتي تزوجن في سن صغير".
وتابعت: "أهلي زوجوني وأنا مازلت في الخامسة عشر من العمر، فضلوا زواجي علي تعليمي وقال لي أبي أن زوجي سيجعلني أعيش في الجنة رغم أنه لم يقبض ثمن بيعي له سوي سبعة آلاف جنيه فقط بينما هناك فتيات تقبض ثمنا أكثر يعني باختصار اتبعت بتراب الفلوس".
وتابعت: "تزوجت مرات كثيرة لكي أحصل على مبلغ أكبر، والآن معي طفلين، وطلقت بدون سبب، وعدت إلى أهلي مطلقة".
بينما روت س.أ، مأساتها في الزواج، قائلة: "لم أشعر في يوم من الأيام أنني أنثى، طوال الوقت أحس بالدونية وأني أقل من غيري البنات".
وأكملت: "أبويا كان بخيل ومش بيرضى يديني مصاريف في البيت لو محتاجة، أي فلوس مش بيديني كذا مرة ببقا محتاجة اكشف على وشي أو شعري كان بيقع مش بيديني ولا حد من إخواتي بيحن ويديني ابويا ده عمره ماجبلي لبس العيد ولا فرح قلبي وجبلي حاجة".
وقالت: "أبويا جوزني إبن خالي غصب عني وأنا عندي ١٥ سنة، ودفع لأبويا فلوس كتير، وعشت مع جوزي شهر بالعافية، واطلقت منه، دلوقتي عندي 24 سنة كل اللي يتقدملي يبقا اكبر مني او مجوز وابويا بيبقا عايز يجوزني برضو بس برفض وبصر علي رفضي، عشان عايز ياخد منه فلوس".