"شقيق الرئيس".. قصة بطل دمر إمدادات إسرائيل وأول شهيد بحرب أكتوبر

الاحد 06 أكتوبر 2019 | 11:48 صباحاً
كتب : سهام يحيى

"وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" كانت هذه الآية من كتاب الله، هي آخر كلمات نطق بها الشهيد، عاطف السادات، الشقيق الأصغر للرئيس الراحل محمد أنور السادات، أول شهيد ينال الشهادة في الطلعة الجوية الأولى بحرب أكتوبر، بعد أن طلب من زملائه ترديدها قبل بدء طلعتهم الجوية الأولى

السادات

شاب في مقتبل العمر، تملؤه الحماسة والغيرة على كرامة وطنه، ليس مجرد طيار فحسب، ضمن 11 طيار استشهدوا خلال الضربه الجوية، فظلت تفاصيل استشهاده قصة لايعلمها إلا من قام بمهاجمتهم.

السادات

بداية الحرب

كانت عقارب الساعة دقت الثانية وخمسة دقائقـ مساء يوم 6 أكتوبرـ استقل النقيب طيار عاطف السادات طائرته، وبابتسامة تعلو وجوه الطيارين، ورغبة في استرداد وطنهم، والثأر من مغتصبيه، بدأوا الصعود إلى طائراتهم ضمن تشكيل مقاتل ليعبر قناة السويس على ارتفاع منخفض متفاديا التقاطه بشبكات الرادار ووسائل انذار العدو، وينقض على الموقع المحدد له ويطلق عددا من صواريخ أرض جو ويدمرها تماما.

ضرب مطار المليز

في مدة لا تستغرق خمسة عشر دقيقة، نجح "السادات" في تدمير موقع صواريخ الهوك الإسرائيلية، فأطلق صواريخ طائرته مفجرًا بطاريات صورايخ الهوك اليهودية للدفاع الجوي المحيطة بالمطار ، لحرمان العدو الأسرائيلى من أستخدامها ضد قواتنا الجوية طوال فترة الحرب، و قام باقي التشكيل بضرب مطار «المليز» وإصابته إصابات بالغة، فالطيار الأول انسحب بعد أن أدى مهمته، وحلق البطل فوق مطار العدو مرتين للتأكد من تدمير الأهداف المحددة والبحث عن أهداف جديدة .

السادات

تدمير طائرته

و خلال الدورة الثالثة من التحليق وكانت الساعة لم تتجاوز الثانية عشر وربع، ومع لحظات بدء إشارات اللاسلكي نقل نجاح الضربة الجوية في تنفيذ جميع المهام المحددة لها، تعرضت بطل الشهيد لإصابة في الجو فتحطمت طائرته، لتصعد روحه إلى بارئها، لينال الشهادة ، بعد أن سألت دمائه على أرض سيناءـ، و فتح الطريق للقوات المسلحة المصرية لتبدأ هجومها الكاسح في أولى خطوات نصر أكتوبر 73 .

شاهد عيان يروي قصة استشهاده

قصة استشهاد "السادات" لا يعملها إلا من قام بمهاجمتهم، فيروي أحد الأطباء اليهود، بمستشفى ، جامعة جورج تاون ، والذي كان مجندًا بجيش الدفاع الإسرائيلي بالقوات الجوية الإسرائيلية بمطار المليز، بشرم الشيخ، وقت الحربـ، وكان يبلغ من العمر 20 عامًا حين إذا ، فكان يؤدي خدمته بالمطار، يوم عيد الغفران، هو ونحو 20 جندي من زملائهـ في الوقت الذي أغلب المجندين كانوا في أجازة،و في تمام الساعة الثانية والربع ظهرًا فوجئوا بطائرتين مصريتن حربيتين ربما سوخوي أو ميج فالطيار الأول أخذ يدمر ممرات المطار ويطلق صواريخه على حظائر الطائرات أما الطيار الثاني فأخذ يصوب صواريخه على مواقع صواريخ الدفاع الجوي الهوك التي شلت تماما.

رفض الانسحاب

وتابع " بعد أن أتم الطيار الأول مهمته، انسحب على الفور، أما الطيار الثاني لم ينسحب لصعوبة مهمته ، فقام بالصعود مع زميل له علي مدفع أوتوماتيكي مضاد للطائرات لإرغامه للعلو بطائرته إلى المدى الذي يمكن لصواريخنا المتبقية إصابته قبل أن يجهز عليها.، يطير باتجاهنا وجها لوجه ويطلق علينا رصاصات من مدفع طائرته أصابت زميلي إصابات بالغة لكن ما أدهشني قدرته الغير عادية على المناورة وتلافي رصاصات مدفعنا لدرجة أنني ظننت أنه طيار أجير من بلد أوروبي لا يمكن أن يكون هذا هو مستوى الطيارين المصريين.

استشهاد السادات

وأثناء قيامه بالدورة الثالثة، وجدنا أن هناك فرصا عديدة لاصطياده أثناء دورانه في الدورة الثالثة والأخيرة أصابه زميلي بصاروخ محمول على الأكتاف كنا تسلمناه حديثا من الولايات المتحدة، لقد أسقطناه بعد ما قضى تماما على جميع بطاريات الصواريخ الهوك، ودعم زميله في شل الحركة بالمطار وتشويهه.

شقيق رئيس الدولة

وفي نهاية حديثه يؤكد أن الصدمة الحقيقة لنا عندما عرفنا بأن الطيار، الذي مات داخل طائرته هو عاطف السادات الشقيق الأصغر للرئيس أنور السادات ،و أزداد الرعب في قلوبنا خوفا من تضاعف العقاب على إسرائيل من قبل الرئيس السادات انتقاما لمقتل أخيه، وعندما حضر الصليب الأحمر لاستلام جثمانه المتفحم أديت أنا و زملائي التحية العسكرية له نظرا لشجاعته التي لم ولن نرى مثلها قط.

اقرأ أيضا