في مثل هذا اليوم، 19 من سبتمبر لعام 2000، وقعت أول جريمة يهتز لها العالم على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، عندما اغتالت البراءة وهي في حضن أبيها، مرت 19 عامًا على استشهاد الطفل محمد الدرة.
فلا يزال مشهد احتماء الطفل محمد جمال الدرة الذي بلغ من العمر آنذاك 12 عاما خلف أبيه من رصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي بشارع صلاح الدين في غزة، حاضرا في عقول وأذهان العالم أجمع وبشكل خاص الشعب الفلسطيني.
الدرة أيقونة خطفت العالم..
أما عن من هو محمد الدرة، فهو ذلك الطفل الذي ولد في 22 من نوفمبر عام 1988، ودرس حتى الصف الخامس الابتدائي.
عاش الدرة في كنف أسرة بسيطة لاجئة من مدينة الرملة، أما عن والده فيعمل نجاراً، ووالدته ربة منزل، لاحقاً بعد استشهاده رزقت عائلته بطفل أطلقت عليه اسم محمد تيمناً بشقيقه.
يوم دامي..
وكان اليوم الدامي هو صباح 30 سبتمبر من عام 2000 عندما خرج جمال الدرة من منزله في مخيم البريج بقطاع غزة مع طفله محمد إلى مزاد للسيارات حتى يقتني واحدة، وفجأة يجد نفسه محاصرا تحت نيران جنود الاحتلال الاسرائيلي في شارع صلاح الدين.
وتمكن جمال من الاختباء خلف برميل اسمنتي، وأسند محمد خلفه، كان يصرخ على جنود الاحتلال أن يتوقفوا عن إطلاق النار، لم تجد صرخاته صدى، طلقة طلقتين عشرة عشرين، الرصاص يصيب البرميل والجدار والأرض، وفجأة يصيب الرصاص الجسم والأقدام والأيدي، حتى وصل البطن والحوض، ويخترق الرصاص بطن الطفل محمد ويخرج من ظهره.
شهادة حية..
فيما وصف ضابط الإسعاف مشهد الدرة ووالده بأنه مشهد للإعدام والتي نقلت عنه وكالة "وفا" الفلسطينية، قوله:"كمية الرصاص التي أطلقها جيش الاحتلال كانت كبيرة جداً، ولم تفلح محاولات الوصول إلى محمد ووالده، رغم التحذيرات بخطورة المجازفة، وبقينا أنا وزميلي الشهيد بسام البلبيسي داخل سيارة الإسعاف نحاول البحث عن طريق آخر، لكن فجأة وضع بسام يده على قلبه، وقال: علي أنا تصاوبت.. اسعفني، ثم أرخى رأسه إلى الخلف وهو ينزف".