عودة للخلف تخبرنا كيف وصلنا إلى نقطة انتظار الحرب الآن، توتر يلحق بالشرق الأوسط نتيجة ما تقوم به أمريكا وإيران، اللذين لديهم القدرة على تحمل كلفة هذه الحرب الضخمة، لتدمير الشرق الاوسط، وبينما تقوم إيران بالضغط والتهديد داخل مضيق هرمز، ما ينذر بأزمة اقتصادية دولية، ويصبح تحطيم الشرق الأوسط هو الحلم الأول لأمريكا، واستخدمت إيران حزب الله في الأزمة السورية، لكي تقلب موازين القوى لصالح النظام السوري حتى أدى ذلك إلى تدمير سوريا، واتجهت أنظارهم صوب اليمن للإستيلاء عليها، وتحديداً ميليشيات الحوثي الأداة هذه المرة، وجعلها شوكة في جنوب المملكة العربية السعودية وتهديداً مباشراً لأراضيها وقدراتها النفطية، وإن الصداقة والتحالف العربي الأميركي ينبغي فضهما حتى لا تتغير توازنات القوى العسكرية في المنطقة، ويكون ذلك بالضغط العسكري (الهجوم على مطار أبها، وما سبقه من هجمات على الفجيرة ومضخات النفط والناقلات النفطية)، وتقديم إغراءات دبلوماسية.
ميليشيات الحوثي
تستعد ميليشيا الحوثي للحرب، بدءاً من التلاعب باتفاقية الحديدة، وإطلاق الصواريخ على مناطق مدنية، وانتهاءً بالهجمات المباشرة على النفط وناقلاته، عن طريق استخدام الصواريخ والأسلحة الإيرانية، وجرى استخدامها بعد التدريب من قبل الحرس الثوري الإيراني، مواجهة ذلك تدور في نطاق التفكير الاستراتيجي، الذي يرفض القبول باستمرار الأمر الواقع، فالمتوقع أن إيران تحاول أن تجعل من دول الخليج رهينة في تعاملاتها مع الولايات المتحدة، وفي سبيل ذلك، فإن استخدام الحوثيين متوقع تزايده باستخدام أنواع جديدة من الصواريخ الإيرانية التكتيكية، ولا يمكن استبعاد التقارب من قبل إيران مع التنظيمات الإرهابية، كما لا يستبعد طبقاً لتطورات الأزمة، استمرارها في تهديد مضيقي هرمز وباب المندب، سواءً بقطع بحرية، أو بما استخدمته سابقاً من ألغام، وإذا كان الأمر الواقع لا يمكن القبول باستمراره، وفي قمم مكة الثلاث، طرح أنه لا أحد يريد حرباً إضافية في المنطقة التي عانت من الحرب طوال العقد الحالي، كما طرح أيضاً أن العلاقات الخليجية - الإيرانية ينبغي أن تقوم على مبادئ حسن الجوار.
ما جرى حتى الآن هو أن إيران لا تتبع أياً من مبادئ حسن الجوار، وهناك أمور لابد من أخذها في الاعتبار، وهى أن توازن القوى العسكرية ليس في صالح إيران، ولا كذلك توازن القوى الاقتصادية، وإيران من حيث الجوهر دولة أعيتها الحروب الطويلة، وسوء الإدارة، وتعدد الأعراق والملل التي تخضع كلها لهيمنة فارسية تسيطر باسم الدين.
أرامكو بالسعودية
تعد السعودية وإيران خصمين إقليميين في الشرق الأوسط، لكن حدة التوترات بينهما زادت في الآونة الأخيرة.
كما اكتسبت المملكة المزيد من الجرأة في عدائها لإيران من خلال موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المماثل في شدته تجاه طهران.
الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الشاب وصاحب النفوذ المتزايد، يشن حرباً طويلة الأمد ضد الحوثيين في اليمن المجاور، ويقول السعوديون إن الحوثيين يتلقون دعما من إيران، وهو الاتهام الذي دأبت طهران على نفيه وهذا يظهر من خلال جماعة "أنصار الله" الحوثية، وإعلان مسؤوليتها عن تفجير أرامكو، كما اتخذ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الإجراءات المناسبة للحفاظ على أمنها بعد استكمال التحقيقات حول الهجوم، كذلك إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على "البنك الوطني الإيراني"، والصندوق السيادي لطهران، فيما أعلن كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون العسكرية علي خامنئي، أن "الشعب الإيراني سيرد على الأمريكيين تآمروا، من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي".
استغلال سوريا
خلال الاحتجاجات التي جرت عام 2018 في المدن الإيرانية، كانت هناك هتافات ضد الإنفاق في سوريا من قبل المحتجين، حول كمية المساعدات المالية الإيرانية لسوريا والوصول إلى تقدير دقيق لحجم هذه المساعدات المقدمة لدمشق وحجم الإنفاق الإيراني في سوريا.
المؤكد أن الاقتصاد الإيراني قياسا إلى الدول النامية لا يعتبر اقتصاداً شفافاً، كما أن معرفة كلفة إرسال القوات مثلا أو المساعدات التسليحية صعبة جداً ومستحيلة في بعض الأحيان بسبب انعدام المعلومات الكافية، ومع ذلك صدرت في الأعوام الأخيرة تقديرات عن حجم المساعدات المالية الإيرانية لسوريا.
وقدّرت وزارة الدفاع الإسرائيلية في الخريف الماضي، أن إيران تدفع 800 مليون دولار سنويا "لحزب الله" و 70 مليون دولار "لحركة حماس" والمجموعات الأخری في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بتكاليف القوات التي أرسلتها إيران لسوريا، فقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً العام الماضي نقلا عن أحد الأفغان الذين أرسلتهم إيران إلى سوريا وقاتل هناك تحت راية لواء "فاطميون" الأفغاني، وأكدت أن الراتب الشهري للشخص الواحد في هذا اللواء يبلغ 800 دولار شهريا.