يترقب العالم خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال هذه الدورة، وسط اشتعال التوترات في المنطقة العربية في أعقاب الهجوم الإيراني على منشآت شركة أرامكو بالمملكة العربية السعودية، وفي الوقت الذي تنعقد فيه الدورة السنوية الرابعة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك.
كما يشارك في الدورة الحالية 152 من الرؤساء والملوك والأمراء وثلاثة نواب للرئيس و36 من رؤساء الحكومات، فضلًا عن مئات من كبار المسئولين والدبلوماسيين من الأعضاء الـ 193، إلا أن ترامب أجاب بشكل يقيني عن السؤال الأكثر إلحاحًا على الساحة العالمية في الوقت الراهن، وهو احتمالية لقائه مسئولين إيرانيين وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني، حيث نفى هذا الأمر صباح اليوم الأحد.
وسوف يعقد الرئيس ترامب سلسلة من اللقاءات الثنائية المهمة مع رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي والعراق برهم صالح وبولندا أندريه دودا وكوريا الجنوبية مون جاي إن، ورؤساء حكومات باكستان عمران خان وبريطانيا بوريس جونسون والهند ناريندرا مودي واليابان شينزو آبي.
ومن المقرر أن يحوز الملف الإيراني على نصيب الأسد في تلك اللقاءات ومحاولة حشد سياسية دولية للضغط على إيران، خاصة بعد العقوبات الأخيرة التي فرضها على البنك المركزي الإيراني، وهو الأمر الذي وصفته واشنطن بأنها أقسى عقوبات في تاريخ إيران، وأنها ستعزز الضغط على النظام الإيراني من النواحي المالية، ويعمق أزمته الاقتصادية التي لم تتوقف عن التفاقم في الآونة الأخيرة بسبب سلوك إيران المتهور.
شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية قالت في تقرير نشرته، اليوم الأحد، إن مهمة ترامب لحشد إدانة دولية ضد إيران ستكون عسيرة وشاقة للغاية، إذ أن الرئيس الأمريكي والوفد المرافق له سيضطرون إلى اقناع المجتمع الدولي أن الهجمات على منشآت أرامكو، لم تستهدف السعودية فقط بل جميع دول العالم، خاصة أن معمل بقيق يعد أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وخريص المجاور له يضم حقلا نفطيا شاسعا، وضربهما يعني اخفاض إنتاج المملكة من الخام إلى النصف.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العقيد ركن تركي المالكي، كشف أن الهجمات أجريت بـ"طائرات مسيرة" مصدرها إيران وليس الأراضي اليمنية، موضحًا أن "السعودية قادرة على صد الهجمات وحماية المواقع النفطية"، فيما قالت واشنطن إن الهجوم أصاب 19 موقعا في منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو، واتهمت إيران رسميًا بالضلوع في الهجوم.
ونقلت "سي.إن.إن" عن مسئول بالبيت الأبيض قوله إن "استهداف السعودية يعني استهداف العالم كله، خاصة آسيا، التي تعتمد بشكل كبير على النفط العربي خاصة السعودي".
وقالت الشبكة الأمريكية إن إدارة ترامب ستواصل مساعيها لضم دول أكثر إلى التحالف الدولي لحماية حرية الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز، وذلك بعد انضمام السعودية والإمارات والبحرين وبريطنيا وأستراليا رسميًا، وهو الأمر لاقى ترحيبًا أمريكيا واسعًا.
وفي 9 يوليو الماضي، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، أن واشنطن تغطي منطقة عمليات التحالف في مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
ووفق الخطة الأمريكية، تتولى الولايات المتحدة قيادة عمليات المراقبة البحرية واسعة النطاق، والاستطلاع، مع توفير سفن حربية لمهمات القيادة والسيطرة، وفي المقابل، تقدم دول التحالف الأخرى سفنا لتسيير دوريات بالقرب من سفن القيادة الأمريكية. ويشمل الجزء الثالث من المهمة أفرادا من التحالف لمرافقة سفن بلادهم التجارية، وناقلات النفط التي تحمل أعلامها عبر المنطقة.
وأوضحت "سي.إن.إن" أن الصين وروسيا ستحاولان تقويض جهود الولايات المتحدة لتوسيع هذا التحالف وحشد رأي دولي مناهض لإيران، مشيرةً إلى أن ترامب سيجد معارضة شديدة من جانب الدول التي شعرت بعزلة من قبل واشنطن بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي العام الماضي.