أغلقت الدولة المصرية الأيام الماضية ملفًا كان هو الأهم على الساحة الحالية، وهو ملف الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الشيوخ، هذا الماراثون الذي خاضته البلادد في ظروف استثنائية صعبة، لكنّها أثبتت على قدرتها تجاوز أي من الصعوبات والخروج منها، فرغم أنّ الانتخابات تم خوضها على جولتين نتيجة انتشار فيروس كورونا بالعالم أجمع، وكإجراء احترازي إلا أنّ الجولتين خرجا دون تسجيل مشاكل أو أزمات تذكر سواء في الانتخابات التي جرت داخل البلاد أو خارجها.
و خلال شهري نوفمبر الماضي، وديسمبر الجاري، ازدادت حالات الإصابة مرة ثانية بوباء كورونا في العالم بأكمله، مما دفع الكثير من البلدان الأوروبية للعودة إلى الإغلاق مرة ثانية واتخاذ إجراءات أكثر قوة، بل هناك بعض من عواصم العالم عادت مرة ثانية لفرض حظر التجوال بعد ارتفاع أعداد الإصابات بها، الأمر الذي أثار قلقًا كبيرًا وتخوف من قبل بعض المواطنين خاصة وأنّ إجراء انتخابات برلمانية في هذا الوقت هو مخاطرة كبرى، ويمكن أن تسبب تجمعات المواطنين أمام لجان التصويت كارثة فيما بعد.
الحكومة المصرية عملت على رفع درجة الاستعداد واتخاذ الإجراءات اللازمة، ونجحت بالفعل في تخطي هذا الماراثون بنجاح كبير لتضرب الدولة المصرية مثالا جديدًا على أنّها تستطيع تخطي أي أزمة، بل والخروج منها دون خسائر تذكر، فنجحت فيخوض انتخابات الشيوخ، و اكتمل نصاب مقاعد مجلس النواب سواء على صعيد القوائم أو المقاعد الفردية، ولم يعد متبقيا سوى 28 عضوا، بانتظار تعيينهم من الرئيس عبد الفتاح السيسي بحكم القانون؛ ليبلغ إجمالي عدد مقاعد المجلس 596 مقعدا.
الهيئة الوطنية للانتخابات، كان لها دور واضح وقوي للخروج من تلك الانتخابات بنجاح، حيث طبقت جميع معايير النزاهة والشفافية الدولية واتبعت أفضل الوسائل من أجل إتمام عمليات التصويت والفرز وسط إجراءات احترازية مشددة للوقاية من انتشار فيروس كورونا.
كما أمرت الهيئة خلال انتخابات الشيوخ والنواب، بتعقيم اللجان صباحا ومساء خلال أيام التصويت أو وقت الفرز وألزمت جميع أطراف العملية الانتخابية بارتداء الكمامات الطبية وتوفيرها بالمجان لمن لا يحملها أمام مراكز الاقتراع.
وأجريت الانتخابات داخل مصر في المرحلة الأولى في 14 محافظة، وهي محافظات الصعيد وغرب الدلتا، يومي 24 و 25 أكتوبر الماضي، أما المرحلة الثانية فأجريت يومي السابع والثامن من نوفمبر في القاهرة وباقي محافظات مصر.
وشارك في الانتخابات الحالية 36 حزبا، بينهم معارضة، وأظهر قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بعد إعلان نتائج اليوم، حصول حزب مستقبل وطن على الأغلبية النيابية بعد أن حصد 316 مقعدا، يليه الشعب الجمهوري بحصوله على 50 مقعدا، والوفد 26 مقعدا.
وحول نسب المشاركة في الانتخابات بمرحلتيها الأولى والثانية، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، أن نسبة المشاركة في المرحلة الأولى، بلغت 28.06 %، وبلغ عدد الحاضرين نحو 9 ملايين ناخب من أصل 31 مليون ناخب في 14 محافظة.
وأعلنت أن إجمالي عدد المشاركين في المرحلة الثانية وصل إلى 29.50 % بعد مشاركة أكثر من 9 ملايين في محافظات المرحلة الثانية 13 محافظة".
اقرأ المزيد