"انا اسمي عمرو نادي طبيب بمستشفى ناصر العام، شمال بني سويف، اشتغلت قرابة ٣ شهور بشكل متصل كوكيل ثم كمدير مستشفى، مما فرض عليا أنني اتعامل بشكل يومي مع مرضى ومرافقين الكورونا عن قرب ولفترات طويلة"، بهذا التعريف بدأ الدكتور عمرو نادي حديثه تمهيدا لحكايته مع إصابته بفيروس كورونا المستجد.
منذ أن تولى الطبيب عمرو نادي إدارة مستشفى ناصر العام، كان يحاول قدر الإمكان أن يحافظ على نفسه ويلتزم بالاجراءات الاحترازية أغلب الوقت، لكن للأسف طبيعة العمل ليوم كامل وبشكل يومي، باتت المهمة صعبه، ما يؤدي إلى سهو أحيانا عن إجراءات مهمة كانت ستبقى كفيلة بإذن الله تعالى أنها تحميه من الإصابة.
روى عمرو نادي حكايته مع فيروس كورونا المستجد، بعدما طالبه أصدقاءه بسردها، حيث قال: هنا الدرس الاول سواء للطاقم الطبي من الزملاء أو غيرهم من الناس الذين بيضطرون إلى النزول بشكل يومي لظروف شغلهم، لن تتهاون أو تتساهل لأي سبب عن إجراءات وقايتك الشخصية وأقلها وأبسطها، "الكمامة الطبية - التباعد الاجتماعي - الكحول وغسل الأيدي باستمرار"، بالإضافة إلى من إرتداء الزي الوقائي كاملا دون التنازل عن أي نواقص والخلع الصح أهم من الإرتداء، في إشارة منه لزملاءه من الأطقم الطبية.
وتابع الطبيب عمرو نادي الحكاية عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": أنا بحمد ربنا أنني ورغم أن الدور عدى عليا بصعوبة شديدة إلا أنني متأكد بعد فضل ربنا أن المناعة كان لها دور كويس أن الدور ميطولش لفترة كبيرة رغم إن هناك تجارب لناس أصيبت بالفيروس وتعافوا منه بدون أي معاناة، ولكن في فترة عمله تعرض "عمرو"، إلى "حمل فيروسي" عنيف جدًا كان له دور كبير في سوء الأعراض.
ووجه عمرو نادي نصيحة للمواطنين، أن يهتموا قدر الإمكان بطرق التغذية الصحيحة والرياضة أو الحركة بصفة عامة وقلة الخمول وليس هناك مانع من استخدام بعض المنتجات الاي لها دور ولو بسيط في رفع مناعة الجسم.
ليستكمل الطبيب الذي أصيب بالفيروس وهو وسط عمله: "الأعراض بدأت بكحة بسيطة جداً وسخونة وتكسير بسيط في الجسم والتحاليل كانت جميعها جيدة ولا تشير أن هناك شيء، ولكن عند إجراء الأشعة، ظهر فيها التهابات، ولكن ليست بعنف الأعراض، متعجبا من ذلك، لافتا إلى أن العنف الذي بدأ يظهر من اليوم الرابع تقريبًا واستمر وبدأ يتصاعد على مدار ١٠ أيام تقريبًا لدرجة وصلته أكثر من مرة إلى أنه كل ما ينتوي التحرك إلى المستشفى من كثرة التعب كان احيانا غير قادر على الوصول للعلاج من جانبه ليجرعه في موعده"، لكن بفضل الدعم النفسي والطبي لزملاءه "الدكتور شريف مجدي، الدكتور أحمد ياسين، الدكتور مصطفى حسن والدكتور مصطفى المصري" استكمل فترة علاجه في المنزل.
ووصف عمرو نادي الأعراض، بأنها كانت سخونة تصعد مرة واحدة وتصل إلى ٤٠ درجة بكل سهولة وسرعة، ضيق تنفس، مع الإحساس بأن الروح تكاد تخرج من الجسد، النوم على الظهر بالنسبة له كان يشكل كابوس في فترة من الفترات، إضافة لتكسير رهيب في الجسم ودوخة ونهجة مع أقل مجهود حتى لو الذهاب إلى دورة المياه والعودة ثانية.
ليتابع عمرو نادي طبيب مستشفى ناصر العام شمال بني سويف حكايته مع "عم كورونا"، بحسب تعبيره: عشت مع الصداع ٥ أيام صعبة جدًا، لا يستجيب لأي مسكنات، لدرجة انه كان سيطلب من صديقه الدكتور مصطفى مخدر يساعده على النوم وكان على بعد أمتار من عمل أشعة مقطعية على المخ، لمعرفة سبب هذا الصداع.
ويستطرد عمرو حكايته مع كورونا المستجد: فترة الهلاوس كانت صعبة جداً وكان يحتاج إلى استشارة من زملاءه في الطب النفسي، مشيرا إلى أنه كل فترة نوم بقصة وحكاية، تبدأ كل ما يغلبه النوم بسيناريو منظم جدًا وحالات يتابعها وناس بتموت وناس خارجة من المستشفى فرحانة ويستيقظ من نومته مرعوبا، على صرخة عيان تعبان وناس تهاتفه، في التليفون، لستيقظ متعايشا جدًا، وإلى أن يعود لفراشه، يستكمل الحكاية، لافتا إلى مرور ٧ أيام كاد أن يكره فيهم النوم من ضيق التنفس والصداع والهلاوس التي كانت تبدأ مجرد وضع رأسه على الوسادة.
كان لديه شعور غريب حير الأطباء وهو أنه لن يستطعم أي أكل أو شرب، حتى أنه كان يشتم رائحة كريهة، إنتابه شعور رغم أنه في حاجة للمأكل، ولكن كان كارها للأكل والشرب بسبب الطعم، الذي وصفه بالعجيب الذي كان يحسه أول ما يبدا الأكل أو الشرب، لافتا أن هذا الشعور ظل فترة طويلة، ولكن بمزحة في حديثه قال "خسينا شوية حلوين".
"الفيروس هياخد فترته ويعدي" كلمة كان يقولها، عمرو كطبيب للمرضى المحجوزين وقالها له زملاءه من الأطباء وهم بيطمئنونه، من وقت لآخر، ولكن للأسف مع طول الفترة، غالبه اليأس أن هذا الحديث يكون صحيحا، عن الفيروس، ولكن هي فترة وفي يوم وليلة أعراض كثيرة تختفي من دون معرفة السبب في هذا، إن كان علاجا أو ماذا؟!، مشيرا إلى أن الأعراض تختفي وتزول بشكل دراماتيكي سريع وعجيب وبرحمة ونعمة غير عادية من ربنا سبحانه وتعالى.
عمرو نادي الطبيب الإنسان لن ينسى من يتعرضون للإصابة بهذا الفيروس من استخدامه للعلاج الذي استمر عليه منذ إصابته، ليستعرضه للناس على النحو التالي: "كلكسان" ٤٠ استمر عليه ٣ أيام قبل ظهور نتيجة التحليل، ثم أقراص ريفاروسبير وهاستمر والاستمرار عليها لمدة شهر، ليدخل على أقراص "فوراديل" وبخاخة ساعدت علي تحسين الأعراض التنفسية، بالإضافة إلى استخدامه أقراص سوليوبريد صباحا ومازال مستمر، فضلا عن استخدامه، "زيثروماكس"، أقراص لمدة ٣ أيام وتافانيك ٥٠٠ مجم ٥ أيام.
أما عن كورس الهيدروكيين، فقال "عمرو نادي" لا أنصح به أحد، لأن أعراضه الجانبية عنيفة جدا ولا يعتقد أن كان لها أي دور في العلاج، ثم تحسن بعد أنهى الكورس الخاص بالعلاج بأسبوع أو أكتر، ليشير عمرو نادي إلى أهمية "البانادول"، ثم استخدم للبرفلجان مع زيادة الأعراض. أعراض الجهاز الهضمي مثل فقدان الشهية وإحساس الترجيع والإسهال ووجع البطن لم يفلح معه كل أدوية السوق المصري والأجنبي، ولكن أخذت فترتها ومرت، وفي فترة علاجه احتاج الدكتور عمرو نادي، في وقت انعدام الشهية وقلة شرب السوائل، أن يعلق محاليل كل ٨ ساعات، أيضًا إحتاج إلى الأكسجين لمدة ٣ أيام، حينما هبط مستوى التشبع عن ال 09 وشعر براحة بعد ذلك. بينما كان يستخدم الدكتور عمرو نادي طبيب مستشفى ناصر العام شمال بني سويف، "الزنك وفيتامين سي"، كدعم نفسي فقط، مؤكدا إن العامل النفسي وأن يكون بجانبك عائلتك وأصدقاءك ممن يحبونك ويهاتفوك باستمرا ويقومون على تلبية طلباتك، فضلا عن تقديم كل وسائل الدعم النفسي الذي تحتاجه في تلك الفترة وأكثر، ويكون باب المنزل، مقر عزلك فيه كل ساعة أحد يناوب عليه يقف بجانبك ويدعمك ويشد عضدك، ويقوي عزيمتك بأن تتغلب علي المرض، فضلا عن رسائل وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، من محبينك، هذا هو العلاج الذي لو أمكن أن يعبأ في زجاجات، سيكون اروع علاج خلقه الله عز وجل لاي مرض في الدنيا.
في نهاية حكاية الطبيب عمرو نادي مع إصابته بفيروس كورونا وتم شفاءه، يقول: "أخيرًا نحن في حاجة لأن يكون لدينا توازن في التوكل على الله سبحانه الستار الرحيم العظيم وبين الأخذ بالأسباب لأن الفترة القادمة، ليست بالأفضل حالاً من سابقتها، وندعوا الله عز وجل أن يرفع عنا البلاء".
يذكر أن الدكتور عمرو نادي قد تم تكليفه من مديرية الصحة ببني سويف في بداية الشهر الجاري مديرا لمستشفى ناصر العام قبل أن يصاب بكورونا , وعقب اصابته تم تعيين الدكتورة سالي الخولي خلفا له.
موضوعات ذات صلة
تعافي 15 حالة من فيروس كورونا بحميات بني سويف
نجاح أول حالة فصل بلازما في مصر لمصابة بـ فيروس كورونا