ترامب يعتزم سحب أكثر من 4000 من القوات الأمريكية في أفغانستان

السبت 27 يونية 2020 | 11:01 صباحاً
كتب : مدحت بدران

ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بصدد الانتهاء من إعداد خطة لسحب أكثر من 4000 من القوات الأمريكية في أفغانستان بحلول الخريف المقبل.

ونقلت الشبكة عن مصدرين في الإدارة الأمريكية، لم تفصح عن هويتهما، أنه بمقتضى الخطة، سيتم خفض حجم القوات الأمريكية في أفغانستان من 8600 إلى 4500 .

وبحسب ما أوردته بلومبيرغ للأنباء في وقت مبكر صباح اليوم السبت، ناقش وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، الخطة مع حلفاء بلاده داخل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكن قرار سحب القوات ليس "نهائيا".

كان ترامب، قال الشهر الماضي إنه ليس لديه موعد مستهدف لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكنه أشار إلى أنه يرغب في أن يتم ذلك في أقرب وقت "معقول".

وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض: "نريد أن نعيد قواتنا من أفغانستان ودول أخرى... ويمكننا أن نعود إذا اضطررنا لذلك".

وأوضح: "حتى الآن، تقوم القوات الأمريكية في أفغانستان بأعمال شرطية وليس المستهدف أن نكون قوة شرطة".

وفى نفس السياق خلص مسؤولون في الاستخبارات الأميركية إلى أن وحدة من المخابرات العسكرية الروسية قد عرضت سرا مكافآت على مسلحين مرتبطين بحركة طالبان الأفغانية، لقتل قوات التحالف في أفغانستان، بما في ذلك القوات الأميركية، وذلك أثناء محادثات السلام لإنهاء الحرب هناك.

وكانت الولايات المتحدة قد توصلت قبل شهور، إلى أن الوحدة الروسية المرتبطة بمحاولات اغتيال وعمليات سرية في أوروبا، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار الغرب أو الانتقام من المنشقين، قد عرضت مكافآت سرا من أجل تنفيذ عمليات أدت بالفعل إلى مقتل أميركيين العام الماضي، بحسب تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وقال المسؤولون للصحيفة الأميركية، إن المسلحين الإسلاميين أو العناصر الإجرامية التي تعاملت مع الوحدة الروسية، يعتقد أنهم حصلوا على المكافآت المالية.

وقد قتل نحو 20 أميركيا خلال اشتباكات مسلحة في أفغانستان خلال عام 2019، لكنه لم يتضح بعد أي العمليات التي طورت فيها الوحدة الروسية.

وقد أبلغ المسؤولون الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأمر الوحدة، فيما ناقش مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض الملف خلال اجتماع مشترك بين الوكالات في أواخر مارس الماضي، حيث وضع المسؤولون قائمة بالردود المتاحة.

وتضمنت الخيارات تقديم شكوى دبلوماسية بحق موسكو، ومطالبتها بالتوقف، إلى جانب سلسلة من العقوبات المتصاعدة وردود أخرى محتملة، إلا أن البيت الأبيض لم يأذن بعد بالرد.

وقالت الصحيفة الأميركية إن التحريض الروسي لقتل الجنود الأميركيين أو جنود الناتو، يراه مسؤولون أميركيون تصعيدا كبيرا واستفزازيا من جانب الروس، كما أنها ستكون المرة الأولى التي تخطط فيها وحدة تجسس روسية لهجمات ضد الجنود الغربيين.

وقد علق السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، بأن الكرملين لم يكن على علم بهذه الاتهامات. وأضاف بيسكوف قائلا "إذا تورط فيها (العمليات) شخص ما، فسنرد"، ولم يرد متحدث باسم طالبان على الرسائل التي طلبت التعليق على ما الاتهامات.

ولم يعلق المتحدثون الرسميون في مجلس الأمن القومي الأميركي، والبنتاغون، ووزارة الخارجية الأميركية حتى الآن.

وبينما يثق المسؤولون الأميركيون في صحة المعلومات بخصوص الوحدة الروسية، فإنهم غير متأكدين من كيفية تورط الحكومة الروسية في هذا العمل السري، حسب تقرير الصحيفة.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الروس ربما حاولوا عرقلة محادثات السلام بإبقاء الولايات المتحدة متورطة في أفغانستان، إلا أن الدافع وراء ذلك ما زال غامضا.

وقال المسؤولون الذين اطلعوا على الأمر إن الحكومة الأميركية قد قيمت العمليات التي نفذتها الوحدة 29155 الروسية، وهي أحد أذرع وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.

وترتبط الوحدة بمحاولة اغتيال العميل المنشق عن الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرجي سكريبال، وذلك من خلال استخدام الغاز السام أثناء وجوده في مدينة ساليسبري البريطانية.

وبجانب عملية تسميم سكريبال، فإن الوحدة الروسية تورطت في محاولة انقلاب عسكري في دولة الجبل الأسود في عام 2016، بجانب تسميم صانع أسلحة في بلغاريا في وقت سابق من نفس العام.

وتقول الاستخبارات الأميركية إن الاستخبارات العسكرية الروسية كانت مركز عمليات موسكو السري، من أجل التدخل في الانتخابات الأميركية في عام 2016، بعد أن قامت وحدات سيبرانية تابعة للجهاز باختراق خوادم الحزب الديمقراطية، ثم نشر الوثائق من خلال "ويكيليكس".

وتميل العمليات التي تتضمن الوحدة 29155 إلى أن تكون أكثر عنفا بكثير عن تلك التي تقوم بها وحدات سيبرانية أخرى.

وغالبا ما يكون ضباط الوحدة 29155 من العسكريين القدامى من أصحاب الخبرة، وفي بعض الحالات ممن شاركوا في حروب الاتحاد السوفييتي الفاشلة في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي.

ولم يسبق اتهام الوحدة بتدبير هجمات على جنود غربيين، لكن المسؤولون الذين اطلعوا على عملياتها يقولون إنها نشطة في أفغانستان منذ سنوات عديدة.

موضوعات ذات صلة:-

أسرار المكافآت الروسية لقتل الجنود الأمريكيين في أفغانستان

اقرأ أيضا