قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير بالعلاقات الدولية والباحث الإستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، إن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، يأتي ضمن مسارين خطيرين يتبعهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولفت الدكتور نعمة إلى أن الهدف الأول هو الهروب من أزماته السياسية الداخلية، خصوصًا مع رفع رئيس جهاز الشاباك مذكرة اتهام ضده أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى نهاية مستقبله السياسي.
خدمة لأجندة ترامب ومشروع الشرق الأوسط الجديد
أشار الدكتور عبدالله نعمة إلى أن إطالة أمد الحرب لا تخدم فقط مصالح نتنياهو، بل تصب في مصلحة دونالد ترامب ومشروعه القاضي بتهجير الفلسطينيين من غزة، ضمن خطة لإعادة رسم ملامح الشرق الأوسط.
وأوضح أن عودة العدوان الإسرائيلي على القطاع أدت خلال فترة وجيزة إلى إستشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وسيطرة جيش الاحتلال على ثلثي مساحة غزة.
خدعة الضغوط وصفقة إنسانية مؤقتة
وأكد نعمة أن الأحاديث عن ضغوط دولية لإبرام صفقة بين إسرائيل وحماس ليست إلا تغطية لإدخال مساعدات إنسانية بشكل مؤقت، دون التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ونوه إلى أن هذه المناورة تهدف فقط إلى تهدئة الأوضاع قبل زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية، الإمارات، وقطر، حيث يسعى لترويج مشروعه الجديد للشرق الأوسط.
مبالغة إسرائيلية حول قوة حماس
أوضح نعمة أن إسرائيل تبالغ عمدًا في تصوير قوة حماس، وذلك لتبرير توسيع سيطرتها على مفاصل القطاع والضفة الغربية.
وأشار إلى أن استمرار حماس في الحرب رغم الظروف القاسية يثير الشكوك حول أهدافها، خاصة بعد أن أسفرت المواجهات عن كارثة إنسانية كادت أن تقضي نهائيًا على القضية الفلسطينية، مع إعطاء إسرائيل الذرائع الكاملة لارتكاب المزيد من المجازر والدمار.
إنسحاب قريب من لبنان وخطة لتجريد حزب الله
لفت نعمة إلى أن نتنياهو يخطط لسحب جيشه من جنوب لبنان قريبًا، بهدف التركيز على الحرب الداخلية ضد حماس، وإجبار الحركة على التفاوض في ملف الأسرى.
وأكد أن هذا الانسحاب المرتقب سيضع حزب الله في موقف صعب، حيث ستطالب الولايات المتحدة بتسليم سلاحه شمال الليطاني للجيش اللبناني، وهو ما تسعى لتحقيقه المبعوثة الأمريكية، خاصة بعد زيارتها الأخيرة إلى بيروت.
وإختم الدكتور نعمة بالقول إن هذه الترتيبات ستكون أحد أبرز العروض التي يحملها ترامب إلى السعودية ضمن زيارته القادمة.