عندما انتشر وباء الطاعون في شمال مقاطعة لينكولنشاير في منتصف القرن الرابع عشر، كان المرضى وفاقدو الأمل يتوجهون إلى مستشفى دير ثورنتون القريب، للحصول على علاج.
وتفيد مجلة "Antiquity"، بأنه نتيجة لزيادة عدد الوفيات بسبب هذا المرض، اضطر الرهبان إلى دفنهم في مقابر جماعية.
اكتشف علماء الآثار إحدى هذه المقابر عام 2012، وقبل فترة درس علماء جامعة شيفيلد رفات ضحايا الموت الأسود وتوصلوا إلى تفاصيل جديدة.
وتشير نتائج الدراسة، إلى أن عدد الضحايا في القبر هو 48 بين رجال ونساء وأطفال أغلبهم دون السابعة عشرة من العمر، وتاريخ دفنهم يعود إلى القرن الرابع عشر.
ووفقا للخبراء، كان سبب الوفاة انتشار الوباء، وتوصل الباحثون، إلى هذا الاستنتاج ليس فقط بسبب عدد الجثث، بل بسبب اختلاف أعمار الضحايا.
وتزامنت فترة وفاة هؤلاء الأشخاص مع انتشار وباء الطاعون في انجلترا، ووجد خلال تحليل أضراس أخذت من 16 متوفيًا، الحمض النووي لعصيات الطاعون، وهذا ما أكد وفاتهم بالوباء.
ويشير الدكتور هيو ويلموت، من جامعة شيفيلد، إلى أن الناس على الرغم من انتشار الطاعون في هذه المناطق، لم يغادروا مساكنهم واستمروا في دفن ذويهم في قبور منفردة.
وأوضح، "كان الموتى يدفنون بالطريقة التقليدية في قبور منفردة. ولكن العثور على مقبرة جماعية، يشير إلى حدوث تغيرات في نمط الحياة التقليدي. ونحن نعتقد أن هذا ما حدث فعلا في ثرونتون".
وأكد ويلموت، أن الضحايا دفنوا بجانب بعضهم وليس فوق بعضهم، ما يشير إلى أنهم دفنوا في اليوم ذاته، وقد لفت جثة كل منهم بكفن، ما حافظ على هياكلهم جيدًا.
ويذكر أن وباء الطاعون، الذي انتشر في انجلترا، حصد حياة نصف سكانها، ومع ذلك استمرت الحياة وخلال مئة عام بلغ تعداد السكان مستواه السابق، بحسب ويلموت.